جريدة_ الصّباح_
محجوب الدبعي
طبعاً أنا لستُ ضد من يدعمون إخواننا الفلسطينيين ,ولكن الباصات وخروجها إلى الشارع بذلكَ الشكل هو ماجعلني أفكّر بأني أكثر حاجةً من "غزة". وأن الأموال التي جمعتْ ل"غزة" أن يجمعوها لهذا الشعب الصامت أمام جرع الحُكومة التي تكاد أن تُميت الفقراء...
بصمتٍ سائب تدنو الجُرع الحُكومية شوارعنا، لتملأ الوجوه السّخرِيّة،والذهول معاً, طبعاً الجميع موافق على الصمت،وأنا أتصوّر ،الصمت أجمل من الكلام، فهو عبادة وتأمل وعامل مساعد للموت بشكلٍ إلكتروني حديث.
كل شيء الآن قابلُ للسُّخريّة ، ولكنْ غيرُ قادرين عليها ؛هكذا فجأةٌ ،فما علينا سوى إنتظار المُلاءات والنعش ومن سيأتون خلف النعش.
الشوارع تسودها الضوضاء، وباصات تتحوّل إلى عصابات؛ فيها صناديق لجمع التبرعات من أجل "غزّة" وأنت تعلم جيداً بأنكَ أكثر حاجةٍ لأقل مبلغاً لدفعِ قسطاً مما عليك للغرباء.!
وماذا سيبقى لنا "غزة" سنُهديها دمعا ًسائباً ثائرأ ًحائراً خائفاً من هذا الوباء الجديد، وباء باصات الشوارع وميكروفونات المساجد تعلنُ عن حملةِ واسعة لإنقاذ غزّة وهي لم تنقذ نفسها من الجوع,فإذا أصابكَ الدُّوار فجأة من شدة الجوع ,فعليكَ بالجهادي المالي لغزة (فالآخرة خيرٌ وأبقاء من الدنيا)
ولولا العصابات الحزبية "الداعمة للخير" والمالكة لتلكَ الباصات،والتي صرخت بوجهِ إسرائيل ؛ما كنتُ حزيناً! لأني أعلم جيداًسيما بعد تفكيرٍ عميق بأنها ستمنع المقلوب والمعوج إلى السّوي ، وأنها ستنصر قضية فلسطين التي اُسْتُخدمت كثوبِ معاوية وفكّرتُ أيضاً، بأنّ الالتحاق إلى عصابات الباصات سيجعلُكَ تعيش بخير ودون فقر عسى الله أن يجعل ذلكَ مخرجاً،لحل البطالة , وعسى أن تكون,شيخاً حكيماً وخطيباً في كل المساجد َ لنصرة إخواننا الفلسطينيين ,في كل مكان فليس المهم أن تكونَ جائعاً المهم أن نعمل من أجل نصرةالآخرين.وربما, يكرمكَ الله بمدرسةٍ تعلمْ فيها الأطفال ؛كيفَ يعذب الله الإنسان ويدخلهُ النار ،وكيف تتبرز في الخلاء ،وكيف يضربُ البعل زوجتهِ بالسوط ،وكيف تكون عورة الإنسان،ومن أين إلى أين!
حينها تكون جديراً بالانتماء لعصابات الباصات والتسوّل بسم"غزّة" وأطفال "غزّة"