رصاصة الإجرام
https://www.youtube.com/watch?v=wzR7tGj1ALg&feature=youtu.be
هـانـحـنُ نـطـوي عـامـنـا ونــودعُ ** وعلى بـشير الـنصر طـابَ الـمدمعُ
أأصـيـغُ مـن فـقـدانـه لـحـنـا لـكــمْ ** أم
مــن مــآثـــره أزفُ وأســــجـــعُ
فــلـهُ مــن الأخــلاق حــظٌ وافـــرٌ ** ومــن
الـدَيـانـة كـان فـيـه الــوَازعُ
هــو لـحـنُ أنـفـاسٍ تـوقـف فـجـأة ً ** عــن عــزفــه بـرصاصةٍ لا تـسـمـعُ
أرصــاصــةُ الإجــرامِ أيـةُ جُــرأةٍ ** تـتـمـلـَّكــيـن لـتـقـتـُلـي مــن يــركــعُ
أنـسـيـتِ أن دمـائـنـا قـد صـانـهــا ** ديــــنٌ
وشــــرعٌ لـلـخـلـيــقـة أجـمـعُ
أغـفـلـتِ عـن يـومٍ يـكـون حسابنا
** عـنـد الإلـه فـمـن لــقـتـلـَك
يــشــفــعُ
كـم عـبـئـوكِ خـساسةً من حـقدهم ** وحـَشـَـوك
بـارود الــنــذالــة أشــنــعُ
إن تـقـتـلـيـه فـمـا انـتـهـت أبطالنا ** مـنــَّا الـبـشــيـر كــتــائــبٌ تــتــدافــعُ
هـو مـلـهـمٌ فـي مـوتـه لـدروبــنـا ** و
بـإسـمه نـُعـلـي الـرؤوسَ ونــرفــعُ
إن تـطـفـئـيـه يـشـع نـبـراسـا لـنـا ** وتـنـيـر
ذكــراه الـطــريــقَ ونــتــْبــَعُ
أو تـسـلـبـيـه شــبـابـَه فـشــبـابـُنـا ** مـا عـاد يـرضـى بالـخـنـوع ويــقــنـعُ
أم قـد ظـنـنـتي بأن قطفتِـهِ زهرة ً
** وإلـى دُجـى الـنـسـيـان أدلــف
مُـزمـِعُ
وبـقـطـفـِه أسرعـتي حتى يُـنتسى
** لــكـنْ بـقـاءُ بـشــيــر كـان الأســــرعُ
هـذا نـسـيـم اريـجـه بـيـن الـورى
** يـشـدو عـبـيـرا مـن سـيـقـدر يــمــنـعُ ؟
قـد تـَقـلـعـيـن شـُجـيـرةً فـي غـابةٍ ** لــكــنـهُ
هــيــهـاتَ يـــومــا يـُـقــْـلـَــعُ
أرصاصةُ الإجـرامِ أي شـجـاعــةٍ ** لـدى
مـن رمـاكِ و بالخـفـا يــتـبـرقـعُ
يا كاتـب الـتـاريـخِ خــلـِّـد مـوقـفـا ** فـيـه
الـقـتـيـلُ مـن الـرصـاصة ِأشجع
أرصاصةُ الـشـيـطـانِ أي كـرامةٍ
** قــد نــلـتـِهـا
مـُـذ أطـلـقـتـك الإصـبـعُ
نـلـتِ الـهـلاك بدعــوةٍ مـكــلـومـة ٍ ** مـن أمِ ثــكــلــى قــلـبـُهــا يــتــوَجــعُ
وسـهـامُ أرمـلـةٍ زهـقـتِ حـبـيـبها ** وعـلـى الـبـشـيـر فــؤادهـا يـتـقــطـعُ
لـعـنـاتُ طـفلٍ لم يصدقْ ما جرى ** يـذكــر
أبـــاهُ وبـالـبـكـاء يـتــضــوَعُ
فــيــُجـابُ أن رصـاصــةً غــدَّارةً ** قــتــلــت
أبـــاهُ وأنـه لــن يـــرجـِــعُ
بالمال أعــمـوهَـا فـباعـت نـفـسها
** لـعــصـابةٍ
بـالــقــتــلِ لا تــتــشــبــعُ
لـم يـكـفـهـم زرع الـفـساد بأرضنا
** فـي كـــل
آنٍ شـــرهــُــم يـــتـــوسـَّـعُ
وغـطاء جـهـلٍ قـد تـلـبـسَّـهـا فـمـا ** عـادت
تــرى خـيـرا ونـورا يــلــمـعُ
تـالـلـه لـو عـرَفـَت حقـيـقـة سعـيه ** فـي خـدمـة الــقــرآن قــد تــتــمــنـَّـعُ
لـو أنـهـا سـمـعـت نـقـاوة صـوتـه
** وصـفـائـه لـظــنــنــتـهــا تــتــرَّاجــعُ
لــكــنـَّهــا تــبــعـِـيــةٌ مـمــقــوتــةٌ **
قــد غــرَّها الـشــيــطـان لا تــتــورعُ
أبــَشــيـرُ نـــم واهنا فإنـا نـرتـجي ** لــك جـــنــةً
ولــربــنــا نــتـــضــرعُ
مـا غاب اسـمك مـُذْ رحلت وإنما
** سـكَنَ
الـقــلــوبَ ووسـطــهــا يــتـربعُ
إن كـان صـوتـُك قـد بـدأ مـتواريا
** فـصـداهُ فـي جــنـبـاتـِنـا يــتــسـَـارعُ
أو إن تــوارى وجـه ثـغـركَ فجأةً
** فـخـَـيـال طـيـفـكِ كـل حـيـنٍ يـسـطعُ
قــد صار اسمك بالمحبة مـلـصـقٌ ** يا
سـُـعــده نـِعـمَ الـحـروفُ الأربــــعُ
"بـاءٌ" بـلادي ودعـتـك بعــرسـِهـا ** ورئـيــنـا حــبــا فـــاق مــا نــتــوقــعُ
لــِوداعــكــم جـاءت إلــيــنــا أمــةٌ ** مــن كــل صـوبٍ قــد أتــت تـتـدافـعُ
أفـــواجُ قــد جــاءت تـزف بشيرنا ** تــدعـــو
بـألـسـنـهــا وأيــدٍ تـــرفـــعُ
وتـجـمـع الـضـدَّان حـزنٌ فــرحــةٌ
** والـطـفـلُ جــَـاْ قــبـل الـكـبـيـر يُودعُ
"شينٌ" شـهـادة قـد سـعـيتَ لـنـيـلِها ** والـلـهَ
نـسـألـُه الـقـَبـول ونـَـطــمــعُ
يا ربُ عـفــوك لـلـبـشـيـر رجـاؤنا
** اســكــنــه عـلـيـيـن نـِعــمَ الـمـرتـعُ
ألـحـقـه خـيـر الـمرسلين وصحبهم ** وأولــو
الـشهـادة والكــرام الـتــبـَّـعُ
و"الياءُ" يا خـير الرجــال ومـن بـِه ** طـيـبُ الـخـصـال تـكـاد أنْ تـتـجمعُ
مـن مـالـه يـُعـطـي ويــنـفـق دائـمـا ** ولأجــلـِـنــا
مـن وقــتـه يـسـتـقـطـعُ
"راءٌ" رفـعـت رؤوسنا بـيـن القرى ** وغــدا لـمـائـلـتـي ســفـيـرٌ مـُـبـْـدِعُ
إن كـنــاْ واريـنـاك جسما في الثرى
** فـبـشـيـرُ روحٌ في الـقـلـوب مُوَزَعُ
هادي الدبعي