شاب هادئ رزين لطيف الصحبة مثابر في دراسته ومميز بين أقرانه .. لا يكترث بالمكاسب ولا يحسب حساب الخسائر ما دام وهو يحط قدمه حيث ما يجد قلبه وعقله .. ساقته الأقدار وظروفه الصحية إلى معايشة مشاكل التعليم المتفاقمة في قريتنا وفي مدرسة عمر بن عبد العزيز خصوصا ، وبعد أن أدرك حجم المشكلة وخطورتها جند نفسه وما اكتسبه من معارف علمية لمعالجة بعض جوانب المشكلة ، وكل همه هو الأخذ بيد الطلاب من أبناء قريتنا إلى شواطئ التربية والعلم النافع ، يحدوه أمل كبير في أن يرتقي بمستوى طلاب مدرستنا إلى المستوى الأمثل ويساعد في معالجة الأخطاء التربوية القائمة ونبذ الأساليب العتيقة في التعليم التي مازالت قائمة في مدرستنا حتى الآن .
من الصحيح أن وجوده في القرية كان بغرض النقاهة الصحية أولا .. فبعد أن دخل الفصل وخاض تجربة التعليم والاحتكاك مع الطلاب تجده من حماسه المتقد أن تجربته القصيرة في الفصل قد حددت ملامح مستقبله الذي يأمله في الجانب التعليمي ، واستعداده للتضحية ببقائه إلى جانب أسرته في صنعاء والسكن بين المدرسيين والتضحية بما كان قد وصل إليه في علوم الكمبيوتر والشبكات .. ليبدأ في المجال التربوي من جديد ليس صقلاً لقدراته فهو أهل لهذا العمل .. بل تحقيقا لمتطلبات بقائه في العمل التربوي إلى جانب الطلاب في القرية والسعي إلى تحقيق هدفه الأول في ربط الطالب بالتعليم حتى الدراسات العليا .. وهو يرمي إلى تحقيقه بمجموعة من الأفكار التعليمية الخلاقة التي ستعود بالخير على مدرستنا وأجيالنا المستقبلية وقريتنا إذا ما وجدت آذان تصغي لها وأيدي تساعد على تنفيذها وتحقيقها .
فحينما تسمع له وهو يسرد أفكاره التعليمية .. تدرك انك أمام هدير ثورة تعليمية متكاملة الجوانب واحديه الهدف المتمثل في مخرجات تعليمية ناجحة علميا وعمليا ..سوف تعود علينا بتعليم مثالي وأجيال متعلمة وأسر مستقرة... ويشد انتباهك في حديثه عن ابسط التجارب التي خاضها خلال بقائه في المدرسة ومدى التأثير الذي يتمنى أن يحدثه في مستقبل طلابه .. حتى يغدوا أمامك هذا الشاب الرائع ككتلة من الأحلام الجميلة والأفكار الخلاقة.. تنتظر منا كمجتمع تقدير الجهد الجبار الذي يبذله وتقدير التضحية الجسيمة التي يقدمها في سبيل مستقبل أبنائنا..وإبلائه الاهتمام المناسب وتوفير الإمكانيات الضرورية له ليقوم بالدور الذي نحتاج إليه جميعا للقيام به والذي رسمه لنفسه على أكمل وجه ، حتى نساهم في تحقيق أقل المتطلبات الضرورية للعملية التعليمية في قريتنا .. وحتى نعزز من ثقة الأهالي
بالقائمين على العملية التعليمية بجود ابن قريتنا وأخ لبناتنا بينهم .
فكم هو جميل أن نجد في شبابنا كل هذا الحماس والوفاء والعرفان للقرية والتضحية في سبيلها والسعي في خدمتها .... وكم جدير بنا وبجمعيتنا تقدير هذه الجهود ودعمها ماديا ومعنويا وتذليل الصعوبات أمامها وتمكينها من تولي المسئولية المثلى التي هو أهلاً لها وقادر على القيام بمهامها على أكمل وجه .. في سبيل الرقي بالعملية التعليمية في مدرستنا والاهتمام بأجيال قريتنا .