بسم الله الرحمن الرحيم
الرقم الصعب
عنوان مالوف لدى البعض وغائب على البعض الاخر , مالوف لمن يقرؤن ويسمعون عن التنمية البشرية وهذا الرقم هو ما يمثله الفرد في مجتمعه الذي يعيش فيه وما ينجزه من اعمال نسبة الى اقرانه وهذا الانجاز يكون ذوفائدة متعدية الى الغير كما هي لشخصه وفي وقت قصير من خلال خطط مرسومة واهداف مطروحة وبذالك يكون الفرد رقما صعبا او بمعنى اخر كما جاء في كتاب الله تعالى (( ان ابراهيم كان امة ) ) فسيدنا ابراهيم عليه السلام فردا واحدا ولكنه بافعاله وصبره على تبليغ الدعوة كان بعمله هذا بامة من الناس فاستحق اجر امة واستحق كذلك لقب الخليل . كانت تلك مقدمة لكي اخوض في بحر لا شاطىء له لا بل اقف على شاطئ بحر هائج وفي نفس الحظة هو بحر ساكن وبحر لا يخضع لعملية المد والجزر انه بحر من العواطف بحر من الصبر بحر من النشاط في سبيل نشر الدعوة وتبليغ العلم كما انه بحر من الجود والكرم لا شك انكم عرفتم من اقصد !!! نعم انه ( الاستاذ \ بشير مهيوب حيدر رحمه الله وتقبله في الشهداء )لقد كان بحر تستقر في جوفه الدرر انه رجل يحمل هم امة تحمل على عاتقه التوعية والتوجيه كما انه صب جل جهده لنشر العلم وتحفيظ كتاب الله من خلال مدرسة سلمى في قريتنا لقد كانت تقول اخته وهي مديرة المدرسة انها تتعب من هذا العمل وتريد ان تتركه ولكن ما يجعلها ان تواصل وبهمة عالية هي رغبة الشهيد في ذلك وقد علم مسبقا انه بصلاح الام وتعليمها سيصلح ابنائها وسيصعد جيل واعي بحقوقه وواجباته ونامل ان تتحقق هذه الفكرة قريبا وهذا مجرد عمل او درة من الدرر التي يحويها بحرنا هناك الاعمال الكثيرة التي نعلمها ولا نعلمها وهي التي اهلته لنيل الشهادة فالشهادة كما نعلم لا توهب الا لمن يختاره الله تعالى كما قال في محكم كتابه ( ويتخذ منكم شهداء ) لقد تمنيناها في خلال هذه الفترة وهذه الاحداث الجارية التي قامت من اجلها الثورة الشعبية وهي استرداد اليمن من حكم الاسرة الى كم الشعب نفسه بنفسه ’ خرجنا الى كل الميادين وشاركنا في المسيرات الاكثر دموية التي ارتكبها النظام في جمعة الكرامة وفي جولةالقادسية وفي فجر السبت وفي جولة عصر وفي مجزرة ملعب الثورة ولكن !!! كما قلنا الشهادة لا توهب الا لمن يحبه الله ،
لقد احب الله بشير واختاره شهيدا في يوم الجمعة اصيب وفي يوم الجمعة فاضت روحه الى بارئها
من منا لا يعرف دماثة اخلاقه وحسن صفاته وهدؤه المتفكر والمتأمل في ظاهره وفي باطنه ثورة البركان على واقع الناس المتردي كان رحمه الله تعالى كالمطر التي تنزل على الارض الجدباء كان رحيما باليتامى يبحث لهم عن كفالات شهرية ومعونات للارامل والفقراء كان له يدا فيها وحفاظ وحاقظات لكتاب الله كان داعما لهم هذا ما عدناه عليه ونحن هنا لا نعدد مناقبه ولا نحصيها لا بل هذا جزء من كل
ولا نذكر ذلك رياء وسمعة بل لكي نحث انفسنا وشبابنا على العمل والتشبه فالتشبه بالكرام فلاح فقد رحل عنا وهو في اعز الشباب وقدم ما قدم ونحن نسال انفسنا ماذا قدمنا لها ولاسرنا ومجتمعنا
من اجل ذلك يجب علينا جميعا ان نكون ارقاما صعبة في واقعنا حتى نستطيع ان نرقى بواقعنا الى العلا ونحقق ما نطمح اليه
(فرجل ذو همه يحي الله به امة )