بسم الله الرحمن الرحيم
كنت في الماضي من الوقت من اشد المناهضين لفكرة الزواج المبكر وانتقد كل من يشجع لهذه الفكرة ومن يقدم عليها , وسعدت كثيرا عندما صدر القانون الخاص بذلك في مجلس النواب السابق على ان تكون السن القانونية للزواج هي سن الثامنة عشر , لما تمثله هذه الظاهرة من متاعب سواء كانت هذه المتاعب تتمثل في مضاعفات الحمل المبكر او عدم النضوج الجسمي والعقلي لتحمل اعباء الحياة الزوجية والمتمثلة في تحمل المسؤلية في الواجبات الزوجية وفي بيت الزوجية كما هو متعارف عليه في العادات والتقاليد والمتمثلة ايضا في فهم المشاكل الزوجية ومعالجتها دون تدخل الاخرين فكما هو معلوم ان الخلاف عندما يخرج عن نطاق الزوجين فانه يصعب حله الا ما ندر , كانت تلك هي بعض المفاهيم التي انا مقتنع بها او نشرها على من يريدون ان يزوجون بناتهم صغارا وفي الحقيقة ما زلت معارضا . لكن ما طرا على افكاري وشوش على خواطري هي تلك الممارسات الخاطئة والتقليد الاعمى للشباب والشابات تقليدا ينخر في اخلاقنا ويحطم قيمنا التي تربينا عليها والمؤسف ان هذا التقليد الاعمى الذي نستقيه من الحياة الغربية والشرقية الغي محافظة ومن عبر القنوات الفضائية من المسلسلات التركية وغيرها من المسلسلات التي تنشر ثقافة الصداقة بين الجنسين والعلاقات المحرمة وهذه النقطة هي ما اريد ان اركز عليها في هذا الموضوع , فقد انتشر في المدن وذلك بسبب الثقافات المختلفة وعدم الرقابة الاسرية في المجتمع المدني والمؤسف ان تنتقل هذه الثقافة الى القرى حيث التقاليد والعادات المحافظة ناهيك عن الالتزام بقواعد الدين الحنيف ومقومات الاخلاق الفاضلة التي تربينا عليها , قصة قصيرة هي ما دعتني اخوض في هذا الموضوع وهي ان هناك فتاة في مقتبل العمر تختلس الانظار وتختفي عن انظار العائلة لبعض الوقت في يدها تلفون تكرر هذا المشهد بشكل متواصل بعيدا عن غفلة العائلة او فلنعتبرها الثقة المطلقة التي تعطى لهذه الفتاة هي من جعلها تتمادى في هذا الامر انها تختفي لتحدث صديقها ( حبيبها المنتظر) تمر الايام وهي كذلك ذات يوم افتضح امرها صدفة وعند التحقيق معها كانت الطامة الكبرى وهي ان من اوصلت اليها الحبيب هي صديقتها بنت اخرى واذا بنا امام اعترافات بان هناك شبكة من الصديقات الاتي ينهجن نفس السلوك .
وتجد ان سن هؤلاء بين الرابعة عشر والثامنة عشر , شباب الذين هم من سيغيرون التاريخ وهم من سيبنون الحضارة الجديدة فيا ترى اذا كان هؤلاء هم فكيف سيكون ملامح هذه الحضارة وكيف سيقدمون التاريخ للاجيال القادمة بينما امثالهم يسطرون اليمن الجديد على امتداد الساحات في الجمهورية وهمتهم عالية .
التربية على الاخلاق والفضائل عندما تترسخ منذ الصغر فانها تصمد امام المتغيرات والمستجدات التي تطرا على المجتمعات ولا نغفل دور الاسرة والرقابة الاسرية وخصوصا عندما يبلغ الولد سن المراهقة فهنا الرقابة تكون مكثفة ولا اعني انك تمارس دور العميل السري او مخبر الشرطة بل هناك طرق جديدة يجب ان تعرفها وتقرا عنها وتوجد في المكتبات كتب عن هذه المشاكل ومنها مشكلة المراهقة وكيفية التعامل معها وعلى الوالدين ان يتعاملا مع ابنهما بنوع من الرقة والعطف والحنان وخصوصا البنت وان تقول لها كلمات رقيقة حتى تتشبع منها كان يقول الاب لبنته يا حبيبتي يا ........!!!!
وغيرها من العبارت التي لا تجعلها تنساق لها اذا قيلت لها من ليس لهم هم الا المعاكسات , وكذلك الجلوس مع الابناء ومحاورتهم ورفع الكلفة بين الاب واولاده فيناقشون المشاكل ويعملون على حلها وكل يطرح رايه دون خوف او معارضة .
وهنا نسوق كلمة الى مدرسة سلمى التي تقوم بجهد جبار لا يقدر احد ان يجازي القائمين عليها الا الله تعالى .
لا نكتفي بتدريس القران الكريم وعلومه وحفظه ,فلا بد ان ترتبط الطالبة بقدوتها عمليا وذلك بطرح المواضيع الحساسة في هذه السن الحساسة ( سن المراهقة ) ومناقشة قضاياومشاكل الطالبات كل على حدة والابتعاد عن التجريح في الفتيات الاتي لا يعجبهن سلوك المدرسة فلا شك ان كل عمل يوجد له معارضون ويعملن على خطة لكسب هؤلاء الى صفهن او على الاقل يكتفين من شرهن .
ولا تكتفي المدرسات بالقاء الدروس والمحاضرات وتنتهي العلاقة بين المدرسة والطالبة بانتهاء اليوم الدراسي بل يكون هناك ارتباط وثيق على مستوى اليوم لا اقول المسايرة المستمرة بل من خلال التكاليف والواجبات والتواصل مع الاسرة اذا كانت هناك مشاكل او
ملاحظات , وتتنوع المواد الدراسية والمهارات المعرفية والسلوكية حتى لا تمل الطالبات
هناك وقفة معك بنيتى وانت في هذه السن فانت كالوردة المتفتحة وكالجوهرة الثمين فلا تخدشي حيائك وحشمتك ولا تنساقي بعد صديقات السوء ولا اؤلائك الذئاب المفترسة التي لا هم لها الا هتك الاعراض والصاق العار والتهم بك . فكوني كما انتي طاهرة عفيفة فوالله لا يجتمع اثنين الا وقد قدر لهما الله ان يجتمعا ويجمع بينهما في السماء , فلا تستعجلي رزقك بالحرام فسوف ياتيك به الله بالحلال .
اليس بعد ذلك انه اذا بلغت البنت سن المراهقة ان نزوجها اذا (اتاك من ترضى دينه وخلقه ) خير لنا من العار والتواري عن الانظار .
اليس بعد ذلك ان نرضى ونقنع بالقليل من المهر والصداق ونطبق ( اعظمهن بركة ايسرهن مهرا ) بدل ان نستلف الكثير وننفقه في الدفاع عن العرض والشائعات
وجهت نظر شخصية