جواسيس جمعيتنا ..
راقبوا أنفسكم أولا ..
إن المسلمين يعيشون في حالة ضياع وفي حالة إغماء ولن ينقذهم من هذا
الضياع إلا القوة الجبارة الكامنة في كتاب رب العباد فما انتصر الإسلام في بدايته
إلا بالإيمان العميق والعمل الدقيق والقوة الخارقة التي تكمن في صدور أصحابه قوة
التوحيد وقوة الإيمان ، والأجدر بنا أن نتمسك بكتاب الله وسنة رسوله ونحن على شفا
حفرة الهلاك وكيف يكون ذلك وقد تقاعس الكل عن المسئولية التي يقوم بها أيا كانت
هذه المسئولية سواء تجاه بلاده أو دينه أو أبناءه فالتراخي في هذا الجانب جعلنا
نفقد الكثير من التوازن في حياتنا .اعتاد الناس أن يعيبوا على من يأمر بالمعروف ولا
يتبعه أو يأمر بالبر والأفعال الحسنة ولا يعملها وقد ذم الله عز وجل هذا الصنف في كتابه فقال : ( أتأمرون الناس
بالبر وتنسون أنفسكم ).ومن هذا الجانب أقول لمن يتحمل مسئولية القرية أن يغرسوا
النية في عقولهم ويتفكروا في كلماتهم لأن الكلمة سلاح قوي حيثما وجهته أصاب فإما
أن تصيب خيرا فنعم الرامي ونعم الجزاء وإما أن تقتل بها نفسك فبئس التصرف وبئس
المصير قال تعالى (مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيـد).
كم من الناس من يتورع عن أكل الحرام وشرب الخمر ويعمل الأعمال الصالحة
ويحرص على أمور دينه لكن لسانه يفري في الناس يغتاب هذا أو يقذف عرض هذا يسخر
ويشتم يتكلم بالكلمة لايلقي لها بالا فتهوي به في النار ، جبال من الحسنات تهدمها
كلمات ومثلها من الذنوب تبنيها الكلمات .. لكم حزنت عندما علمت أن هناك من يعمل
على مراقبة البنات في قريتنا لتجنيبهن من الوقوع في الزلات تسائلت ولماذا الرقابة
فكان الجواب مفاجئا لي حينما قيل بأن الجمعية وكلته بهذا العمل .. فأقول اتقوا
الله في مثل هذه المواقف وأن الإنسان رقيبه الله وضميره الحي الذي يعيش به .. ومن
العجب أن تنتشر إشاعات يجلبها المراقب ليحظى بالشرف في أداء عمله ممن إختاره لهذه
المهمة العظيمة فأرجوا أن تصححوا ضمائركم وأنفسكم وقد قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم (ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا )رواه البخاري .
شر الورى بمساوي الناس مشتغل .. مثل الذباب يراعي موضع العلل ..
فلا يجوز لأي انسان مهما كانت مسئوليته أن يتحدث على بنات الناس ويبحث عن
عيوب الناس وما خفي من مساوئهم والتفتيش عن عوراتهم والتلذذ باكتشافها والتفكه
بذكرها وتعدادها وأن نصدقها من أناس لا يملكون لأنفسهم زجرا ولا ردعا ولا يعرفون
مسئولية أنفسهم فكيف يوكلون لمثل هذه الأمور وكان يجدر بهم أن ينشغلوا بعيوب
أنفسهم وبإصلاحها ومتابعة حاله .
لاتشغلن بعيب غيرك غافلا .. عن عيب نفسك إنه عيبان ..