[size=12]
[color=red][color=red]يتبع كيفية اتخاذ القرار
ليس الإنسان هو مخلوق الظروف بل الظروف هى من صنع بنى البشر
" بنجامين دزرائيلي "
إننى أعتقد من ناحيتي بأن قراراتنا وليست ظروف حياتنا هى ما يقرر مصيرنا أكثر من أى شئ أخر .
فكر فى هذا الأمر قليلاً هل هناك فارق بين أن تكون مهتما بأمر ما وبين أن تكون ملتزماً ؟
لا شك أنك تراهن بأن هناك فارقاً ! فكم من مرة قد يقول فيها الناس كم أود أن اكسب المزيد من المال ؛ أو أود لو كنت أكثر قرباً من إطفالى ؛ أو أتدرى أود لو أقوم بعمل متميز فى هذا العالم
غير أن مثل هذا القول لا يمثل التزاما على الإطلاق بل هو تعبير عما تفضل أن تكون عليه الأمور أى أنك تقول فى الواقع أننى مهتم بحدوث ذلك ؛ بل هو تضرع ضعيف تردده حتى ان تكون لديك القناعة لكى تشرع فى بذل أى مجهود لتحقيق ذلك .
عليك أن تقرر بالإضافة التى النتائج التى تلتزم بتحقيقها نوعية الشخص التى تلتزم بأن تكونه
وكما أشرنا فى الفصل الأول عليك أن تحدد مقاييس لما تعتبره سلوكاً مقبولاً من قبلك وأن تقرر ما يجب عليك أن تتوقعه من أولئك الذين يهمونك
فإن لم تحدد مقاييس أدنى ما يمكنك أن تتقبله فى حياتك فستجد أنك ستنزلق بسهولة الى أنماط سلوك ومواقف أو نوعية حياة أدنى بكثير مما تستحقه فى الواقع
غير أن معظم الناس لا يفعلون ذلك قط لأنهم يقضون وقتهم وهم يحاولون إبتداع الأعذار لأنفسهم
اما السبب فى عدم تحقيقهم لأهدافهم أو فى عدم ممارستهم نوع الحياة التى يرغبون فيها فيعود حسب زعمهم :-
لأن ولديهم عاملوهم بطريقة معينة ؛ او بسبب عدم توافر الفرص أمامهم أثناء فترة شبابهم ؛ او بسبب عدم تلقيهم التعليم المناسب أو لأنهم تقدموا فى العمر أو لأنهم مازالوا حديثى السن
كل هذه الأعذار ما هى إلا ما يمكن أن نطلق عليه تعبير أنظمة معتقدات وهى لا تمثل عوائق فقط تحد من الفرص المتوفرة لك فى حياتك بل إنها فى الواقع أعذار مدمرة
إن استخدام قوة القرار يعطيك القدرة على تجاوز أية أعذار تحول دون إجرائك تغييرات فى أى جانب من جوانب حياتك فى التو واللحظة إذ يمكنها أن تبدل علاقاتك وبيئة عملك ومستوى لياقتك البدنية ودخلك وحالتك العاطفية وهذه القوة هى التى ستقرر إن كنت سعيداً أم حزيناً إن كنت محبطاً ام تنفجر حيوية ونشاطاً تستعبدك الظروف أم تعبر عن حريتك .
إنها مصدر التغيير فى داخل أى فرد وعائلة ومجموعة ومجتمع بل وفى عاملنا كله .
ليس هناك ما يقاوم إرادة الانسان التى تخاطر حتى بوجودها من أجل هدف محدد
بنجامين ديزرائيلي
يقول الكاتب :
لقد حددت فى كتابى قدرات غير محدودة صيغة النجاح النهائى وهى عملية مبدئية للوصول بك الى حيث تريد الوصول وتشمل هذه الصيغة :-
1- قرر ماذا تريد
2- أقدم على العمل
3- راقب النواحى التى تنجح والتى تفشل
4- غير اتجاهك الى أن تتوصل لتحقيق ما تريد
هناك حقيقة مبدئية واحدة تتعلق بكل أعمال المبادرة والإبداع وهى
إنك فى اللحظة التى تلتزم فيها التزاماً كلياً فإن العناية الإلهاية ستهب لمساندتك
يوهان وولفجانج فون جوتيه
إن أتخاذ قرار صادق يعنى الالتزام بتحقيق نتيجة ؛ ومن ثم منع نفسك عن أى احتمال آخر .
اللحظات التى تتخذ فيها قراراتك هى تلك التى تقرر مصيرك
انطونى روبنز
تلاثة قرارات تتخذها فى كل لحظة من حياتك تتحكم فى مصيرك وهذه القرارات الثلاثة فى التى تقرر ما ستلاحظه
والقرارات الثلاثة التى تسيطر على مصيرك هى :-
1- قراراتك حول ما ستركز عليه
2- قراراتك حول معنى الأشياء بالنسبة لك
3- قراراتك حول ما الذى ستفعله لتحقق النتائج التى تتوخاها .
فأى تحديات تواجهها حالياً فى حياتك كان يمكن لك فى الغالب تجنبها باتخاذك قرارات أفضل فى البداية .
تابع القرارات التى تسيطر على مصيرك
يقول الكاتب :
ولكن كيف لك أن تحول مجرى الأمور ؛ إذا أمسكت القوة الكامنة فى النهر الغاضب بتلابيبك ؟
عليك إما ان تقرر استخدام مجدفين فى الماء وتبدأ فى التجديف بجنون فى اتجاه جديد
وإما أن تقرر خطة مسبقة حدد المسار الذى تنوى السير فيه وضع خطة أو خريطة يمكنك بموجبها اتخاذ قرارات نوعية طوال الطريق
وعلى الرغم من أنك ربما لم تفكر فى ذلك ؛ فإن دماغك يكون قد ركب نظاماً داخلياً لاتخاذ القرارات
وهذا النظام يعمل وكأنه قوة غير مرئية توجه كل أفكارك وأفعالك ومشاعرك الحسنة والسيئة فى كل لحظة تعيشها
وهو يتحكم فى طريقة تقييمك للأمور ويدفعها فى مجملها عقلك الباطن
والمخيف أن معظم الناس لا يحاولن ضبط هذا النظام بل يكون قد ركب لهم عبر السنين من مصادر متابينة مثل :-
الأبوين والزملاء والمعلمين والتلفزيون والثقافة هذا على الإجمال
ويتكون هذا النظام من خمسة أجزاء هى :-
1- صلب معتقداتك والقواعد غير الواعية لديك
2- قيم الحياة
3- مرجعيتك
4- الأسئلة التى توجهها الى نفسك عادة
5- الحالات العاطفية التى تخضع لها فى كل لحظة
العلاقة التعاونية بين هذه العناصر الخمسة تؤدى الى بذل جهد يعتبر هو المسئول عن دفعك أو إيقافك عن القيام بالعمل
ويسبب لك القلق من المستقبل ويشعرك بانك محبوب أو مرفوض
كما يقرر مستوى نجاحك وسعادتك
وبتغيير أى من هذه العناصر الخمسة سواء كان معتقداً جذريا أم قاعدة أو قيمة أو مرجعية أو قضية أو حالة عاطفية فأنك ستحدث على افور تغييراً محسوساً فى حياتك
والأهم من ذلك أنك ستحارب بذلك السبب بدلا من النتائج
وفى هذا الكتاب سأحاول أن أقودك خطوة خطوة نحو أكتشاف كيفية ضبط النظام الاساسي الخاص باتخاذك لقراراتك
وستقوم باجراء تغييرات بسيطة لكى تجعل هذا النظام متلائماً مع رغباتك بدلا من ان يتحكم فيك
إذ ليس علينا أن نسمح للطريقة التى برمجت ماضينا بأن تتحكم فى حاضرنا ومستقبلنا
توماس أديسون : لست أشعر ببرود الهمة لأن كل محاولة خاطئة أتخلى عنها هى خطوة أخرى تقودنى نحو الأمام[color:3aa3=black:3aa3]