تساؤلات كثيرة آثارها موقف شهدتة بالشارع ، صغيرة يتصاعد بكاؤها باحتجاج وثمة أمراة –من قراءة سريعة لخريطة الزمن على وجهها أقرب ان تكون جدتها – تواصل تقريعها أثناء السير في الشارع ، وتعمد لضربها وإسكاتها وإخرسها بالضغط بقوة على فمها وهي تقول:" لن اخرجكِ مرة ثانية معي لانك متعبة " وتشد خدها بقرصة مزدوجة ، تلتجى بالرغم من آلمها للكلام "طيب اسمعي " تهز رآسها بامتناع "ولا كلمة ولا كلمة" .
وددت لواشاركها احتجاجها المشروع لآنعدام الحوار والتعامل بمنطق الحاكم والمحكوم، صمتت الصغيرة بعد موجة بكائها لكن المراءة عادت لمخاطبتها بلهجه من يؤنب قائد جيش على خطأ مدمر قد أقترفة :" تبكي ..ها....." فعادت للبكاء ، ربما اكتشفت انة وسيلتها الوحيدة المتاحة للاحتجاج إسماع صوتها .
ماذا ننتظر بعد هذا طبعاً سيكون الناتج آشخاص ضعفاء بشخصية مهزوزة وخجل زائد ،كتمان ،نقص ،دونية تردد وخوف شديد وأتذكر في الجامعة كان معنى مادة مطلب" علم النفس التربوي " قسم الانجليزي ، كان الدكتور دائماً يقول في نهاية كل محاضرة بان علماء النفس يقولون: "لابد أن يتعلم الطفل منذ الصغر خصلتان ينبغي ان تكون جزء من شخصيتة –الاعتماد على النفس –
الثقة بالنفس " .
لماذا لا نصغي لاطفالنا؟ لماذا نستخف بكلماتهم وهي أصدق من نشرات الاخبار كلها، لماذا نصم آذاننا ونوصد قلوبنا عما يقولونة بعفوية لم تلوثها الحياة، وكيف نستخف بذكائهم الفطري وصفاء أرواحهم ولؤلؤية نفوسهم ونقاء قلوبهم ؟.
من أباح لنا ان ناخذ دائماً مركز الاقوى صاحب السلطة الابوية العمياء لإخراسهم بتسلط يكسر شخصيتهم ويهمل اراءهم ويهشم انطلاقتهم وتقديرهم لذواتهم ، اية اسس تربوية تلك التي تتيح لنا ان نكمم افواههم باصابعنا القاسية؟!
اي جريمة تربوية نقترفها حين نكمم افواة الصغار ونحمل نفوسهم الطرية ثقل غضب دفين وخيبات زرعتها الحياة فينا؟!
ألايتمنى الواحد منا لو يعود الزمن للوراء ربما ليستوقف معلماً أو اباً أو أخاً ويهمس بأذنة : تمهل ! فكر قبل أن تعتدي بسلتطتك العمياء على ضعفي وتكسرني!