قرية مائلة - دبع الداخل
مرحبا بك عزيزي الزائر. نرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه
قرية مائلة - دبع الداخل
مرحبا بك عزيزي الزائر. نرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه
قرية مائلة - دبع الداخل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قرية مائلة - دبع الداخل


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
حوار مع الغفلة 1323196593641

 

 حوار مع الغفلة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الزعيم
عضو أساسي
عضو أساسي
الزعيم


عدد الرسائل : 1342
العمر : 31
الإقامة : مدنيه العز والكرامه_تعز الحره
المزاج : مستريح البال
تاريخ التسجيل : 21/11/2008
مقدار الإعجاب : 7
نقاط التميز : 1886
كلمات تعجبني : : صلي علي الحبيب المصطفي

حوار مع الغفلة Empty
مُساهمةموضوع: حوار مع الغفلة   حوار مع الغفلة Icon_minitimeالجمعة ديسمبر 17, 2010 5:54 am

حوار مع الغفلة

دخلت شرفة مكتبي، فوجدت كتاباً ملقى على الأرض، نظرت مستغرباً ومتسائلاً !!
من الذي وضعه هنا ؟؟ إنني حريص على ترتيب كتبي فمن الذي رماه على الأرض ؟!! هل سقط هو بنفسه ؟! أم أن شخصاً عبث بكتابي ؟؟
مددت يدي لأتناول الكتاب فسقطت منها كلمة على الأرض مددت يدي مرة أخرى لتناول الكلمة فقالت : لا تمسكني !!
نظرت إليها مستغرباً ، وإذا بها كلمة (الغفلة).
قلت : أكلمة تتكلم ؟!!
قالت : نعم إذا كثرت الغفلات نطقت الكلمات.
قلت : وما قصدك ؟؟
الغفلة : أعني أن هناك ضربين للغفلة عامة وخاصة، فأما العامة فهي غفلة بعض الدعاة عن المعاني الإيمانية فإنكم قليلو المراقبة قليلو المجاهدة، قليلو المحاسبة، قليلو التوبة.
قلت : نعم كلامك صحيح فأنا قوي من الناحية الثقافية والحركية إلا أنني ضعيف من الناحية الإيمانية، وأعيش في غفلة روحانية، فما السبب يا (غفلة) ؟
الغفلة : السبب واضح فمرافقة الغافلين هي السبب، لأنهم يجملون لك قبيح، ويزينون لك السيئات ولهذا نهى الله تعالى عن صحبتهم وطاعتهم بقوله تعالى : (ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه) أما من جاور الكرام فقد آمن من الإعدام.
قلت : وكيف تتحقق (الغفلة القلبية) ؟
الغفلة : حين يتجه الإنسان إلى ذاته، وإلى ماله، وإلى أبنائه، وإلى متاعه ولذائذه وشهواته، فلم يجعل في قلبه متسعاً لله عند ذلك تتحقق الغفلة القلبية والتي نهى الله عن اتباع من كان قلبه غافلاً بقوله : (ولا تطع من أغفلنا قلبه)
قلت : وهل تظنين أن مرافقة أهل الغفلة له أثر ؟!
الغفلة : إعلم يا عبدالله (أن الدخان وإن لم يحرق البيت سوّده).
قلت : إنه لمثل جميل، ولكن ما مظاهر الغفلة الإيمانية في القلب ؟
الغفلة : تجد الغافل لا يفرح إذا ما اختلى بالله عزوجل، وتجده لا يأنس ولا يطرب لذكر الله تعالى وقراءة كتابه، وتجده لا يشتاق للنظر إلى وجه الله عزوجل ولهذا قال الله تعالى : (واذكر ربك في نفسك تضرعاً وخفية ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين).
قلت متحمساً : نعم هذه هي مشكلتي فإنني أحب أن أخالط الناس كثيراً، حتى إنني اعتدت على ذلك، فلا آنس بالخلوة مع الله تعالى وكثرة ذكره ثم عاد فقال : ولكن أريد منكِ أن تضربي لي مثالاً على أثر الغفلة في حياتي حتى ازداد فهماً وقناعة.
الغفلة : هب أنك ضعت في صحراء قاحلة، ونفذ طعامك وشرابك حتى كدت تموت جوعاً، واستسلمت لشبح الموت، وبينما أنت في انتظاره، رأيت قافلة بعيدة، قفزت قائماً، وأسرعت للحاق بها، وبينما أنت تجري دخلت شوكة في قدمك فنظرت إلى أسفل، ثم رفعت بصرك وإذا بالقافلة قد اختفت عن ناظريك.
قلت : وأين معنى الغفلة هنا ؟
الغفلة : النظر إلى أشواك الدنيا يا عبدالله.
قلت : وما أشواك الدنيا ؟
الغفلة : هي التعلق بالدنيا، وميلان القلب إلى النساء والمال والمنصب والزينة وتقديمها على حق الله تعالى، فحينما تتحقق الغفلة بأنواعها المختلفة من غفلة القلب أو اللسان أو الآذان أو العين، وعندها يكون المرء من أهل البلاء.
قلت : لقد تذكرت جملة قد قرأتها منذ زمن، وهي قول لأحد العارفين حين قال : إذا رأيتم أهل البلاء فاسألوا الله العافية، ثم قال : أتدرون من أهل البلاء ؟ هم أهل عن الله سبحانه وتعالى.
الغفلة : نعم هذا صحيح، فطوبى لمن تنبه من رقاده، وبكى على ماضى فساده، وخرج من دائرة المعاصي إلى دائرة سداده، عساه يمحو بصحيح اعترافه قبيح اقترافه قبل أن يقول فلا ينفع ويعتذر فلا يسمع، فالتفتت (الغفلة) إلى (عبدالله) وإذا بعينيه تذرف دموعاً.
فقالت له : (ربما عثرة تعتري الداعية في طريقه دلته على تقصير في الطريق فيزداد عملاً وتقوى).
ثم قالت : ولكني أبشرك يا عبد الله فليس كل غفلة مذمومة، وإنما هناك غفلة محمودة.
قلت : وهل هذا يعقل ؟!
الغفلة : نعم وقد تحدث عنها مطرف بن عبدالله (رحمه الله) حين قال : (لو علمت متى أجلي لخشيت على ذهاب عقلي، ولكن الله منّ على عباده بالغفلة عن الموت، ولو لاها ما تهنأوا بعيش ولا قامت بينهم الأسواق)، فهذا هو المعنى الوحيد الحسن لإسمي، إلا أن الناس في غفلة عنه.
قلت : صدقت والله.
الغفلة : ولكن هناك معنى أخير، لم أتطرق له.
قلت : وما هو ؟ فإنني في حاجة إلى فهم الغفلة فهماً شاملاً، حتى أعرف كيف أرتقي بنفسي وأصلح سريرتي.
الغفلة : أما المعنى الأخير فهو معرفة السبب الرئيسي للاستهزاء بالناس، والنظر إلى عيوبهم وهو الغفلة عن التنفس.
كما قال عون بن عبدالله (رحمه الله) ولا تغفل عن ذكر (ما أجد أحداً تفرّغ لعيب الناس إلا من غفل عن نفسه).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حوار مع الغفلة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حوار مهم
» حوار بين الورده واللؤلوه
» حوار بين عريسين ليله زفافهما

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
قرية مائلة - دبع الداخل  :: المنتديات الأدبية :: القصص والروايات-
انتقل الى: