ما لي وللنجـم يرعانـي وأرعـاه … أمسى كلانا يعاف الغمـض جفنـاهُ |
لي فيك يـا ليـل آهـات أرددهـا … أواه لـو تنفـع المـحـزون أواه |
إن تذكـرت الـذكـرى مـؤرقـة … مجـداً تليـداً بأيدينـا أضعـنـاه |
أنى اتجهت إلى الاسلام فـي بلـد … تجده كالطير مقصوصـاً جناحـاه |
ويح العروبة كان الكون مسرحهـا … فأصبحـت تتـوارى فـي زوايـاه |
كـم صرفتنـا يـد كنـا نصرفهـا … وبـات يملكنـا شعـب ملكـنـاه |
سل الحضارة ماضيها وحاضرهـا … هل كان يتصـل العهـدان لـولاه |
هل تطلبون من المختـار معجـزة ... يكفيه شعب مـن الأجـداث أحيـاه |
من وحد العرب حتى كان واترهـم ... إذا رأى ولـد الموتـور آخــاه؟ |
وكيف كانوا يداً في الحرب واحـدة ... من خاضها بـاع دنيـاه بأخـراه؟ |
وكيف ساس رعاة الإبـل مملكـة ... ما ساسها قيصر من قبل أو شـاه؟ |
يا من رأى عمراً تكسـوه بردتـه ... والزيت أدم لـه والكـوخ مـأواه |
يهتز كسرى علـى كرسيـه فرقـاً ... من بأسه وملـوك الـروم تخشـاه |
سل المعالـي عـن أمجـاد أمتنـا ... شعارنـا المجـد يهوانـا ونهـواه |
هي العروبة لفـظ إن نطقـت بـه ... فالشرق والضاد والإسـلام معنـاه |
استرشد الغرب بالماضي فأرشـده ... ونحن كـان لنـا مـاض نسينـاه |
إنا مشينا وراء الغرب نقبس منـه ... ضيـائـه فأصابتـنـا شظـايـاه |
بالله سل خلف بحر الروم عن عرب ... بالأمس كانوا هنا ما بالهم تاهـوا؟ |
فإن تراءت لك الحمراء عن كثـب ... فسائل الصرح: أين المجد والجاه؟ |
وانزل دمشق وسائل صخر مسجدها ... عمن بناه؛ لعـلَّ الصخـر ينعـاه |
وطف ببغداد وابحث فـي مقابرهـا ... علَّ امرءاً من بني العبـاس تلقـاه |
هذي معالـم خـرس كـل واحـدة ... منهـن قـام خطيبـاً فاغـراً فـاه |
إني لأشعـر إذ أغشـى معالمهـم ... كأننـي راهـب يغشـى مـصـلاه |
الله يعلـم مـا قلبـت سيرتـهـم ... يوماً وأخطأ دمـع العيـن مجـراه |
أين الرشيد وقد طاف الغمـام بـه ... فحيـن جـاوز بـغـداد تـحـداه |
ملك كملك بني التاميز مـا غربـت ... شمس عليـه، ولا بـرق تخطـاه |
ماض نعيش على أنقاضـه أممـاً ... ونستمد القوى من وحـي ذكـراه |
ما بال شمل شعوب الضاد منصدعاً ... رباه أدرك شعـوب الضـاد ربـاه |
إنـي لأعتبـر الإسـلام جامـعـة ... للشرق، لا محض ديـن سنـة الله |
أرواحنـا تتلاقـى فيـه خافـقـة ... كالنحـل إذ يتلاقـى فـي خلايـاه |
دستوره الوحي والمختـار عاهلـه ... والمسلمون - وإن شتوا - رعاياه |
لا هم قد أصبحت أهواؤنـا شيعـاً ... فامنن علينا بـراع أنـت ترعـاه |
راع يعيـد إلـى الاسـلام سيرتـه ... يرعـى بنيـه وعيـن الله ترعـاه |