ان من البيان لسحر

يقول الشاعر

وعين الرضا عن كل عيب كليلة ولكن عين السخط تبدي المساويا

ان عين الرضا عن كل ذنب كليلة وفعلا ان عين السخط تبدي المساويا

لان الرضا والسخط هما فعلان غريزيان يصدران من اعما ق النفس الانسانية في حالتي الانبساط والانقباض كما يقولون علما الطباع

وفي موقفي الرضا والغضب كما يقول علما النفس فعين الرضا تغض طرفها عن الهفوات والصغائر وتغفر ذلك وتتسامح احيانا عن الكبائر كما ان عين السخط تكبر الصغير وتضخم الكبير

لان نظرة الرضا نسيم رخاء معطر تنعش القلب وتنير الفكر

ونظرة السخط رياح هوجاء تطفي شعلة العقل وتذهب بتوازن النفس ولعل من اصدق الشواهد على هذا هو موقف عمرو بن الاهتم ووصفه للزبرقان وصفين متناقضين امام الرسول صلى الله عليه وسلم في لحظة واحده اقبل يوما على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة رجال هم

قيس بن عاصم والزبرقان بن بدر وعمرو بن الاهتم وكلهم من قبيلة تميم وبدؤؤ يتفاخرون فقال الزبرقان بن بدر يارسول الله انا سيد تميم والمطاع فيهم والمجاب فيهم امنعهم من الظلم واخذ لهم حقوقهم ثم اشار الى عمرو بن الاهتم وقال وهذا يعلم ذلك فقام عمروواثنى عليه قائلا والله يارسول الله انه لشديد العاضة مانع لجانبه مطاع في ناديه ثم سكت وكان الزبرقان ينتظر منه ان يكثر من المدح له فعضب الزبرقان فقال والله يارسول الله لقد علم ماقال وما منعه ان يتكلم به الا الحسد

فغضب عمرو وقال انا احسدك فوالله انك لئيم الخال حديث المال احمق الولد مضيع في العشيرة

والله يارسول الله لقد صدقت فيما قلت اولا وما كذبت فيما قلت اخرا لكني رجل رضيت فقلت احسن ما علمت وغضبت فقلت اقبح ما وجدت والله لقد صدقت في الامرين جميعا

فعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ان من البيان لسحرا

فعلا إن من البيان لسحر
وشكرا لك لسردك هذه الرائعة

» البيان رقـــم واحد .. من جيل التغيير