حمامة السلام بين الحراك والتحريك

حمامة السلام بين الحراك والتحريك

الوضع الحالي في بلادنا الحبيبة ووطننا الغالي اليمن لا يسر والجميع يعلم بما هو حاصل هذه الأيام .
وطن مثقل بالهموم وأرض تبحث عن سعادة كانت حاضرة ذات يوم وبارقة أمل تشع في السماء أحيانا لذوي التفاؤل بالمستقبل ولكن كل ذلك يصطدم ويوشك أن يكتب له فصل النهاية عندما يتضح أننا للأسف في بلد أغلب مسؤلييه فاسدين ولا يرقبون في الله لومة لائم يأكلون الحرام ولا يخشون الملام ومعارضة لا تجيد شيئا إلا مجرد كونها معارضة تتحين الفرص لتشمت بالدولة وأصحاب القرار وتغض الطرف بل وتعلن غموض مواقفها في قضايا وطنية مصيرية ليس لشيء إلا نكاية بالسلطة حتى وإن أدى ذلك إلى تدمير وطن وزهق أنفس فلا يهمهم الأمر .

يبرز هؤلاء المعارضون كما يسمون أنفسهم ليرقصوا على جراح الوطن وينصبون أنفسهم أوصياء على اليمن ويتشدقون بشعارات محاربة الفساد والمفسدين وهم في الأصل يهدفون إلى تحقيق مآربهم ومصالحهم التي يطمحون إليها من وراء دعواهم تلك وإلا فكل منهم لنا معه تاريخ وكلهم في الهوى سواء كما يقال.

نعم كلنا ضد الفساد وكلنا ضد الظلم والنهب ولكن الوقت ليس وقتا لنزيد من تمزيق وطن في أمس الحاجة إلى الإصطفاف لمواجهة سرطانات تنتشر فيه ممن باعوا أنفسهم للشيطان وأعمتهم الوعود الفارسية فخانوا الدين وباعوا الوطن .
الوطن ليس بحاجة لبث الفرقة وزرع المناطقية والتفاخر بالقبليات وعادات الجاهلية ومع ذلك فللأسف نجد موقف هزيل جدا لمن يدعون أنهم يخدمون الوطن بالمعارضة ما بين داع ٍ ومشجع على ذلك وما بين صامت لا يحرك ساكنا إلا من رحمه الله.
يا من تتشدقون بما تسمونه " الحراك " في الوسطى والجنوب ومن يوافقكم أفكاركم ..

اليمن ليس على عبدالله صالح وأعوانه ومصلحة الوطن وقضاياه تهم جميع الشرفاء فهلا نراجع أنفسنا ولا نكن إمعات نمشي خلف كل شامت.
كيف لنا أن نصدق كلاما أحمر لشخص هو ممن سخروا خيرات الوطن ليجعلوا أنفسهم دولة داخل دولة ثم يتشدقون بحب الوطن والبحث عن مصالح العامة

أليس من السذاجة أن ينطلي علينا كلاما يراه البعض أبيضا وهو مبطن بالتأمر وتفوح منه روائح نتنة لمن باعوا أوطانهم ودقوا طبول الحرب في بلدهم لتأكل الأخضر واليابس وتزهق الأنفس ويدمر إقتصاد البلد أما هم فقد حزموا حقائبهم وملؤها بالمليارات ولاذوا بالفرار ليذهبوا يتنعمون بها في الخارج.

ماذا ننتظر ممن تاريخه أسود وماضيه دموي وكان في ما مضى قد ساد فداس على رقاب العباد وعاث في الأرض الفساد ويتمنى لو عاد لتعود معه سلطنة الآباء والأجداد

وكما أسلفت فكل هؤلاء كما يزعمون نواياهم حسنة وأهدافهم طيبة ويريدون الخير لليمن .... كذبوا ورب الكعبة
ليس ببعيد عن ذلك تطالعنا الصحف والمواقع الإلكترونية وكافة وسائل الإعلام قبل شهور عن إختيار منظمة اليونسيف للمغنية " نانسي عجرم" التي أصبحت شهيرة في زمان ترتفع فيه أسهم البطالين ويغيب فيه القدوات الحقيقيون لتكون نانسي كما زعموا سفيرة للنوايا الحسنة كما سبقتها العديد من رفيقاتها ويا لها من ثمة تشابهات بين نوايا نانسي الحسنة ونوايا أصحاب الحراك الحسن و"الطيور على أشكالها تقع " ليستمر مسلسل الضحك على الذقون طالما ومن أغرت الملايين بحـرَّاكها وحركاتها هي من ستكون حمامة السلام التي تحمل غصن الزيتون وإكسير الحياة للمرضى والمشردين حول العالم .

أي إنحطاط ذاك الذي يصور قضايانا الإنسانية وأراضينا المغتصبة في أرجاء المعمورة وكأنها لن تحل مشاكلها إلا بحفلة راقصة أو بحضور فنانة ماضيها مغري وحاضرها مثير تتلاعب بالقلوب وتطير بالعقول ولو بإستخدام كل وسائل الإغراء الممكنة لكن ربما ظنوا أن في كلماتها بلسم وفي صوتها تلطيف للألم وفي حضورها قدوم للصحة وإشراق لطقوس الربيع وجماله ولو كنا في فصل الخريف.

إذا ما بين حـِراك الداخل وحرَّاك نانسي تبرز لنا إجادة الطرفين للحراك والتحريك ومشتقاتهما وتبرز أيضا النوايا الحسنة كعامل مشترك بين الطرفين وهذا كلام يقنع الكثيرين ممن سيظلون يطبلون في المظاهرات والصدامات ولو كانت العواقب وخيمة على حساب هؤلاء المغفلين أما المرضى والمشردين ممن يؤمنون بهذا الفكر أيضا فربما هم في شوق جارف إلى قدوم سفيرتهم نانسي التي يترقبون قدومها كل حين علها تخفف عنهم مصائبهم وآلامهم وبعضهم سيظل ينتظر اللحظة التي ربما تقف نانسي أمامه تلاطفه وتدغدغ مشاعره بكلماتها المثيرة والمحفزة لينسوا آلامهم ولو مؤقتا.

» حمامة السلام
» اعلان الحراك المائلي
» عليكَ السلام يا جيم
» الحمد لله على السلامه أخ عبد السلام حسن
» السلام عليكم ورحمة الله وبركاته