ولد في عام 1958م في قرية مشرعة من قرى مائلة وهو الابن البكر لأحد معالم مائلة الحاج مهيوب حيدر .. حفظه الله ورعاه .. الذي يعد معلما وليس علما في قرية مائلة ، فقد عرف الحاج مهيوب برجل الخير والصلاح والتقى بين أبناء القرية منذ بداية حياته في عدن مرورا في عمله التجاري في الحديدة وتعز حتى استقراره في كبره في القرية فجمع بين الأمانة والأخلاق والتواضع وحب الخير ، ومن ابرز سماته خوف الله في كافة أعماله وهي الصفة التي عصمته من السقوط في المهاوي والأطماع الدنيوية ، ونأى بنفسه وأسرته وتجارته عن بؤر المشاكل والتحالفات التي عاشتها القرية ، فكان نموذجا فريدا في أعمال الأسر التجارية ، ولم يتوان أبدا عن أعمال الخير وتقديم يد العون لأبناء قريته وهو من أكبر المحسنين والباذلين لوجه الله ، إلا أنه أخر من يحرص على أن يقال عنه تصدق وأعطى وبذل ربما خوفا من نرجسية النفس والمن الذي يذهب الأجر ، لكن ما يجب أن نذكره وتذكره كل الأجيال في قرية مائلة أنه من مؤسسي الصرح التعليمي في قرية مائلة (مدرسة عمر بن عبد العزيز) ، وبالرغم من انشغاله بأعمال أسرته التجارية إلا أنه أولى تربية أبنائه وإصلاحهم سلم أولوياته ، فأرسى قواعد التربية الإسلامية القويمة في نفوس أبنائه ، فأسس بهم مدرسة أخلاقية بناءة للخير والصلاح ، فأصبحوا مضرب المثل في الأخلاق الحميدة والصلاح الديني والاجتماعي بين أبناء القرية ، وكان الدكتور عبد الباسط أول من نهل من أخلاق وقواعد تلك المدرسة وتأدب بآدابها ، وهو ما انعكست عليه سلوكا قويما في طفولته وحياته العلمية والعملية حتى اليوم . [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
التحق الدكتور عبد الباسط مع أقرانه في القرية بكتاب الفقيه / ابراهيم حتى أتم سورة (عبسى) وفي عام 1964م انتقل إلى مدينة عدن إلى جوار والده الحاج / مهيوب حيدر وتعلم عند الشيخ أحمد بن أحمد مهيوب وفي مدينة عدن التحق بالتعليم النظامي حتى أتم الصف الثاني الإعدادي وفي عام 1972م انتقل مع والده إلى مدينة الحديدة وفيها أتم دراسته الثانوية بتفوق في عام 1975/ 1976م .
· في عام 76/1977م التحق بالخدمة الإلزامية بعد الثانوية كمدرس في محافظة الحديدة .
· في عام 1977م ونظرا لتفوقه العلمي في الشهادة الثانوية حصل على منحة دراسية لدراسة الطب على نفقة المملكة العربية السعودية في جامعة الاسكندرية بجمهورية مصر العربية .
· في عام 1985م أكمل شهادة البكالوريوس في الطب وعاد إلى أرض الوطن .
· التحق بالخدمة الإلزامية المقررة بعد الحصول على الشهادة الجامعية - التي كان معمول بها في ذلك الوقت – كطبيب في مدينة مأرب من عام 1985 حتى 1986م .
· في عام 1987م عين كطبيب في مستوصف دبع الداخل ، واستمر في تقديم خدماته الطبية لأبناء قريته حتى حصل على منحة لدراسة الماجستير في جمهورية مصر العربية .
· في عام 1988م حصل على منحة من منظمة الرعاية والطفولة السويدية لدراسة الماجستير في جامعة عين شمس بالقاهرة (تخصص طب أطفال) من عام1989م -1991م .
لم يكتف الدكتور/ عبد الباسط بما حصل عليه من العلوم الطبية حتى درجة الماجستير في طب الأطفال ، وهو يعلم أن العلم بحر لا ينضب .. وشجرة تطول وتتشعب أغصانها كل يوم ، فكرس كثير من وقته للبحث والاطلاع في علوم الطب وكافة علوم المعرفة الأخرى وهو من القلة القليلة من الأطباء الذين استخدموا أدوات العصر الحديث (الانترنت ) للوصول إلى كل جديد في مجال تخصصهم ، وبالرغم من ذلك فقد صقل مهاراته بالدورات الطبية والعلمية التخصصية ، حتى غدا علما في طب الأطفال والأمراض الأخرى .. ومن الدورات والشهادات الأخرى التي حصل عليها :-
· حصل على عدة دورات في تخصصات طب الأطفال .
· حصل على دورة في إدارة البرامج الصحية من جمهورية إثيوبيا.
· حصل على دورة في الترصد الوبائي من جمهورية مصر العربية .
· حصل على دورة في أنظمة البحوث الصحية من جمهورية إثيوبيا.
· حصل على دورات في أنظمة المعلومات الصحية والإدارة الصحيةوالبحوث محلياً.
· حصل على دورة في الأمراض الجلدية من جمهورية إثيوبيا.
· حصل على شهادة مدرب معتمد في الصحة وطب الأطفال للبرامج : (التغذية –الملاريا – الرعاية التكاملية للطفل – التخطيط الصحي)
ولم تقتصر حياته الطبية في التحصيل العلمي وخدمة المرضى من أبناء المجتمع ، فقد أسهم في اعتماد وتأسيس كلية الطب والعلوم الصحية بجامعة تعز كعضو مؤسس مع زملائه من أطباء محافظة تعز ، كما شغل العديد من المراكز الطبية في محافظة تعز أهمها :-
· نائب رئيس برنامج الصحة بمديريات (المخا ، موزع ، الوازعية ) من عام 1995م حتى عام 1997م.
· المدير الفني للمستشفى اليمني السويدي عام 1993م.
· مدير الرعاية الصحية بمحافظة تعز ، ونائب مدير مكتب الصحة بالمحافظة من عام 2006م حتى اليوم.
من بين كوكبة الأطباء التي أنجبتهم قرية مائلة ، يعد الدكتور/ عبد الباسط مثالا حياً لرسالة الطب السامية في خدمة المرضى من أبناء المجتمع الذي يستمتع في تقديم الخدمات الطبية بعيدا عن كل الاعتبارات الأخرى التي انزلقت إليها مهنة الطب حتى غدت تجارة مربحة بميزان الكم دون النظر إلى الجانب الإنساني لمهنة الطب ، وبالرغم من انشغال الدكتور بالمناصب الإدارية والمسئوليات الجسام الملقاة على عاتقه ، إلا أنه لم ينسى يوما أهله وأبناء قريته وخدمتهم سواء كان في مدينة تعز (مقر عمله وسكنه) أو في زيارته (شبه الأسبوعية) للقرية ، فهو خير طبيب وخير رفيق وخير ناصح للمرضى في مدينة تعز ، وهو الملجأ الأول والأخير للمرضى في القرية ، وهو وحده الذي لا يتوانى لحظة في تقديم الاستشارات الطبية للمرضى في القرية في أي وقت كان وفي أي حال كان عليه .
في النهاية ... ومع تمنياتنا للدكتور عبد الباسط بطوال العمر ودوام الصحة والمزيد من النجاح والتقدم في عمله .. يمكننا القول أن سيرة حياة الدكتور / عبد الباسط أول الخرجين من مدرسة الحاج مهيوب وقصة نجاحه في عمله واستحواذه على قلوب الناس البسطاء في القرية واحترامهم ، تعد من قصص النجاح النادرة في قريتنا التي ترافق فيها النجاح العلمي مع الأخلاق الطيبة وحب الخير وخدمة الناس ، فهو خير قدوة لنا في تربيته وأخلاقه وجهده ومثابرته في الدراسة والتحصيل العلمي ومثالاً للأطباء من أبناء قريتنا فيما يبذله من جهد في علاج المرضى البسطاء من أبناء قريته دون تقاعس أو تقصير ..
قيــــل عنه :-