رحيل سعادتي ..!!!!

رحيل سعادتي

" مقدمة "

- ومع مرور الأيام والليالي تبقى الذكريات سجلاً ناصعاً في مخيلة العشاق .. وهاجسا ً يؤرق أجفان كل محب .. فتمضي الأيام بحلوها ومرها تزرع في ذاكرة المحبين إما فرحة وإما حسرة ..ولتخلد في جدران الذكريات .. وخصوصا ً أولئك الذين اختاروا أن يسلكوا دروب الحب وتذوقوا طعم العشق والغرام .. وعاشوا للحظات شوق ٍ تخفق لها قلوبهم تحتضن بدفء اغلمشاعر دوعة العشق والهيام ...

- إلا أنني عاشق ٌكان له الحظ الأوفر من الحسرات والآهات والأنات التي أفقدتني طعم السعادة تذوقت لحظة فرح ٍ لأدفع ثمن ذلك موت البسمة وذبول الفرحة ..

- وهنا أحببت أن أسرد لكم إحدى حكاياتي التي أكتبها بمداد الحزن والأسى ...ر اجيا من الله العلي القدير أن لايريكم مكروهاً قط إنه سميع ٌ مجيب .

- أترككم مع أحداث هذه القصة القصيرة متمنيا ً أن تنال استحسانكم وإعجابكم .
الذكرى العاشرة على رحيل سعادتي

هي ليلة ٌ من إحدى الليالي الماطرة .. كان الحزن قد بلغ ذروته ..وتوارت النجوم وأختفى القمر خلف تلك الغيوم التي تجمعت لتبشر بقدوم غيث أت ٍ من السماء .. وليسود أرجاء الليل سكون ٌ رهيب .. ووحشة ٌاختلط بها شديد الحزن والأسى ..

فهذه الليلة تصادف الذكرى العاشرة على رحيل سعادتي . ولها طقوسها الخاصة ..

رحت حينها أدنو من غرفتي الصغيرة لأرى أن موعد الزيارة قد حان .. إنه موعدٌ أزور فيه" ضريح سعادتي ".. إرتديت معطفي ذو اللون الأسود وأخذت مظلتي لأحتمي بها من قطرات المطر ..

خرجت وأقدامي يجرها حزن نابع من أعماقي ودموع ٌ تنساب بحرارة ... لتمتزج بذلك دموع العين برذاذات المطر مصورة ً مشهدا ً مأساوياً يُدمي الخافق ..

لا أحد هناك سوى أصوات البرق والرعد ووقع أقدامي التي تمشي مترجمة ًمعاني الأوجاع التي تسكن ذاتي .. وأنظر بعين ٍ تحدق في الأفق البعيد .. أسأل نفسي هل أنا المخلوق الوحيد على وجه هذه الكرة الأرضية ؟.. فيجيبني الليل بصمته وبرياح تلعب بأوراق الشجر وبأنه يعز عليه مأساتي الحزينة ليخلد في جدران الذاكرة هذه الليلة التي لابد أن يكون طقسها باردا بعد ذهاب دفء المشاعر ولتبكي السماء ترثي عاشفاً فقد البسمة وصارت كل أيامه يتيمة الأحاسيس والعواطف ...

وصلت حينها لأقف أمام " ضريح سعادتي " وبكائي يشبه بكاء مولود ٍ يحن إلى أحضان أمه ..
كسر عندها القلب حاجز الصمت ويقول كلمات تقطر كجرح دام ٍ وحروف ٍ تكاد تلفظ الموت وقال :"رحمكِ الله يا بسمة ً هاجرت ويا فرحة ً غادرت ...رحمك الله يا من احتظنت الحب بروعة الشوق ِ إلى لقاء الحبيب .. رحمكِ الله يا نشوة الأيام ويا وحي المشاعر ونبض الحب" ..

لم أحتمل حينها ولهول الموقف خريت مرميا ً على الأرض فاقدا كل قواي .. أجيش بكاءاً وأعتصر حزنا ً ...

وأمام "ضريح سعادتي " صرخت معاتبا ً: لماذا تركتني أقتات ضيم الليالي ؟ ،لماذا تركتِ الحزن يتغذى من أيامي زاداً كي يتبقى ؟ ، هل تعلمي أنني بعدك ما أشرقت على سماء أحلامي شمس العشق ؟ ، هل تعلمي أن الظلام ما ترك في عالمي مساحة ً لانبثاق نور يضيء سواد أيامي ...

إسألي القمر كم أبات أرسم على جدرانه بسمة للحب .. إسئلي الليل كم يحلو له بكائي والنحيب ...

توقفت حينها برهة أستجمع أنفاسي التشحرجة ..ولا أمسح تلك الدموع التي جرت من عيوني بغزارة ثم أتبعت حديثي قائلا : نامي خالدة أيتها الذكرى السرمدية حتى وإن أرقني السهر ...ذوقي طعم الخلود وإن تجرعت كؤوس أوجاعي وأناتي ..عيشي عالمك الآخر وإن عشت رهين العذاب أكتوي بمرارة الأيام أبكي بائسا ذكرى أيامي التي كنت فارسا ً للحب وعاشقاً أطرز بالغرام ثوب الفرحة المعطر بأنسام الحب ...؟

وقفت عندها لأضع إكليلا من الزهور على " ضريح سعادتي " حينها إشتد حزني حينما رأيت قطرات المطر تتساقط على الضريح ... وسألت نفسي : كيف لا أستطيع أن أحمي شيء مني من وحشة الوحدة ورياح السنين ...

فجأة شدى صوت ناي حزين يعزف أنغاما يتقطع لها الوجدان ...إلتفت ُ نحو الصوت القادم لأراه الحزن ينتظرني وليبدأ معي مشوار العذاب والآلام ...

وهكذا هي الأيام تجزيني ألما ً وحزنا ً ..

وهذه هي مذكرات عاشق نال جزاء الحب مرارة الأهات ...

ولأنني عاشق أتنفس حباً وأذوب عشقا ً كأن من اللازم أن أبقى أسير عذاباتي ورهين جراحي ...

بريشة" ملك الأحزان"

رائع رائع

وهل يولد الإبداع إلا من رحم الأحزان

حزنك ينثر أمام أعيننا لآلئ وجواهر ودرر

ما أجمل الحزن حينما يغلب الفرح

ما أجمل الترح

طالما تأتي منه مثل هذه السوانح

قنص بمهارة للمفردات المعبرة

كبرت كثيرا في عيني وستكبر أكثر وأكثر

===========

الأستاذ /طلال الدبعي

ستظلُ كلماتك وهجآ يضيء دروب العتمه
وسأترقبُ همس حروفك بكل إهتمام
وسأبقى حاملآلك عقود الفل مادمت أول قدم ٍ تطأ ساحتي

لك كل حبي وإحترامي

الأعزاء :- إن لهذه القصه أثرآ كبير في الوجدان

ولها من الموسيقى التعبيريه ما يجعل القلب يخفق حزنآ 000
فأرجوكم المرور هنا 000

بالفعل أخي الملك

قصة تستحق المرور والقراءة لأكثر من مرة فهي قد جمعت الدقة في التعبير التصويري والكلمة التي تناسب الموقف
لقد كنت مبدعا أخي الحبيب وأنت تصوغ فصول هذه القصة التي جعلت من الحزن فيها مدعاة لإظهار نبوغ كبير في التعبير والوصف ..

دمت متألقا ً ...

» تداعيات رحيل الأستاذ /شرف عن المدرسة