هذا العلم الجديد جعلني أمي إنترنت فقد كان الأمي هو الذي لا يعرف القراءة الكتابة ، والذي لم تتح له فرصة الدخول إلى المدارس أما الآن فمن لا يجيد استخدام الكمبيوتر فهو الأمي .
هذه الشبكة العنكبوتية قتلت في طلبتنا روح الإبداع فلم يعد الطالب بحاجة إلى المعرفة واكتساب المعلومات والتميز عن أقرانه فأي معلومة يتجه فورا إلى الإنترنت للحصول عليها .
حتى التعبير كنا ونحن طلبة في مدرسة بازرعة نتبارى في التعبير والمحفوظات والرسم أما الآن من يمتلك الكمبيوتر أو لنقل المال يدخل فيحصل على التعبير في أي موضوع ، ولكن للأمانة أقول أن ذلك التعبير لا طعم له وغير صادق لأنه لا يعبر عما يختلج في القلب ، والتعبير الذي لا يصدر من القلب لا يصل للقلب . أصبح الطفل يمتلك الجوال فيرسل لصديقه رسالة جاهزة لا تعبر عن سنه ولا عما يريد أن يقول ، ولكنها رسالة جوفاء كالورد الصناعي لا رائحة لها .إنها ضريبة العلم الجديد .
ولمواقع الإنترنت مخاطر كبيرة وإذا اتسعت وبدون رقابة فالله وحده العالم إلى أين سنصل في تدني الأخلاق والتفكك الأسري .
إننا ممن يزور الإنترنت وأرى فيه العجب أطفالنا فلذات أكبادنا هجروا المدارس واتجهوا للإنترنت و بالزي (المدرسي )قد يسرق ليلعب وقد يشحت ، وقد و قد ليلعب ألعابا تحرض على العنف وتدعوا إلى الكراهية .
بناتنا لكم أن تتصوروا الساعة الحادية عشرة مساءا وهي أقصى وقت ممكن أكون فيه خارج البيت أجد في مقاهي الإنترنت شابات وفي الدردشة هذا اللاتي لا تتوفر في منازلهن الإنترنت .انعدم الحياء وقلت مراقبة الأهل لبناتهم ونحن في اليمن بلد الإيمان والحكمة والتقاليد .
بنات صغيرات قادتهن مواقع الإنترنت إلى ما لا يحمد عقباه واختطفت وبقي الأهل أسرى الدموع والألم لعدم مراقبة فلذات الأكباد .
وشباب وقعوا في تناول المخدرات وتسويقها .
لقد دخلت ثقافة الإنترنت لتقضي على ثقافة التأمل وعمق المفهوم الديني والثقافي الذي يحمل الصورة الإنسانية وصورة الحياة وحلت محلها ثقافة مسطحة ثقافة معلومات تقدم بدون مسئولية ويتلقاها المواطن منا كحقيقة مسلم بها ولا شك أن غياب وعي المتلقي يلعب دورا سلبيا في إنجاح الجانب السلبي في ثورة المعلومات عبر الإنترنت ..
وعي التلقي هذا لا يأتي بقرار فحسب بل أن يتسم القرار بمنهج وخبراء يضعون أسسا لنشر المعرفة العميقة منذ الصف الأول ومنذ الدرس الأول الذي تتزامن فيه التقنية مع معرفة المعلم .
إن ترك الأمور للمطلق وليس للنسبية هو شأن خطير على مستقبل الأجيال والوطن ونحن نعيش بشكل خاص في حقبة من الزمن سوف تنقلب فيها موازين وقيم تهدد حضارات مادية وروحية كما تهدد التاريخ والثروات .
مثلما تهدد خزائن المعرفة والإرث الإنساني من إيجابيته التي لم تصلنا بعد لأننا لم نأخذ منه إلا الجانب السيئ إن الغرب قد أصدر بطاقة شخصية وجواز سفر يتكلم بالذبذبات وهو في الجيب وداخل المحفظة سيعطي الإشارة لأي نقطة تفتيش أو سيارة شرطة مارة بالشارع أن المدعو فلان الفلاني يحمل هوية أصلية وغير مزورة وهو يسكن شارع .........، ورمزه البريدي ............يشعر الإنسان أنه يمشي عاريا في الشارع و مسألة التعري ليست مجازية بل هي حقيقة وهذه الرقابة تحد من حرية الإنسان ولكنها تحمي الأوطان ‘ إنني لا أدعوا لعدم استخدام الإنترنت ولكن بحدود وتحت رقابة أولياء الأمور لذا ينبغي إعادة النظر في المناهج التربوية ولما ينسجم والعصر ، ولكن بما ينسجم والدين والعرف والإرث حتى لا نسقط ضحايا الإنترنت ..