إنهزلزال الصين! زلزال دمر مناطق شاسعة من الأرض وأباد مئة ألف إنسان
وشردمئات الآلاف، إنه إنذار من الله ونوع من أنواع العذاب
الأدنى الذي قالالله فيه: (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ
الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [السجدة: طبعاً هذا الإنذار لا يخص أهل
الصين فقط بل هو إنذار للناس جميعاً ليرجعواإلى خالقهم ورازقهم
سبحانه وتعالى، ويتوبوا عن معاصيهم وذنوبهم.
ولكن الظاهرة الغريبة التي حيرت العلماء هي نزوح عدد هائل
من الضفادع قبل الزلزال بيومين وتجمعهم في مكان آمن! وقد
لاحظ سكان المدينة المنكوبة هذه الظاهرة ولم يعيروا لها أي
انتباه، ولكن تبين فيما بعد أن الله تعالىزوَّد هذه المخلوقات
بأجهزة إنذار تتحسس الترددات المنخفضة جداً التي تصدرعن
الأرض قبل الزلزال ولا يسمعها البشر، إنما تسمعها الضفادع
وتأخذ حذرهاوتبتعد عن مكان الخطر!!
إنهذه الظاهرة لا يمكن أن يمر عليها المؤمن دون أن يتذكر قدرة
الله تعالىوأنه لم يخلق أي كائن حي عبثاً، بل كل مخلوق له عمل
ومهمة وهدف بل ويمكن الاستفادة منه، وبالفعل يعكف العلماء
اليوم في مختبراتهم لاستكشاف سر هذه الضفادع، ويحاولون
الاستفادة منها في التنبؤ بالزلازل والكوارث.
لقدعرف العلماء أن بعض الحيوانات تتحسس الترددات الصوتية
المنخفضة التي تطلقها الأرض كمؤشر على اقتراب الزلزال،
ولكن أجهزة العلماء وعلى الرغم من التطور التقني الكبير تبقى
عاجزة عن تحليل هذه الترددات والتنبؤ بالزلزال.ولذلك فإن هذه
المخلوقات مسخرة للإنسان أيضاً، ليتعلم منها، وهنا يتجلىقول
الحق تبارك وتعالى:
(وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِيالسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ
جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَلَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الجاثية: 13].
ويقول العلماءإن معظم الحيوانات مثل الطيور والفيلة والحيتان
والأسماك وغيره ا لديها االقدرة على التنبؤ بالزلازل والأعاصير والكوارث الطبيعية!
صغار الضفادع تهرع وتتجمع في مناطق آمنة بعيداً
عن مكان الزلزال الذي ضرب الإقليم بيومين، إن هذه
الضفادع التي نحسبها لا تعقل زودها الله بقدرة
على تمييزالترددات المنخفضة الخاصة بالزلازل، هذه
الترددات لا يمكن للبشر أن يحسوابها، ولكن
الضفادع تميزها، فتأملوا قدرة الله في هذه
المخلوقات الضعيفة!
فهل نتفكر وندرك رحمة الله ونعمته علينا، ونسارع لفعل الخيرات
حتى ينجينا اللهمن هذه الكوارث التي تعصف بالأرض اليوم؟ إذاً
علينا أن نجتهد بالدعاء لأنالله تعالى يقول:
(ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًاوَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّرَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) [الأعراف: 55-56].