تجار التبغ»: أليس فيكم رجل رشيد؟!
في مقالين هامين نشرا في ملحق ( الرسالة ) الجمعة ( 5 - 12 ) رمضان 1429 هـ وتحت عنوان ( رمضان والتدخين ) كتب الشيخ الدكتور / محمد النجيمي عن ظاهرة التدخين وانتشارها الكبير في مجتمعنا من خلال ثلاثة أبعاد هامة وهي 1 – الأضرار التي تنجم عنها 2 - حكم الشرع فيها 3 - كيفية علاجها . ولفت انتباهي أن الشيخ النجيمي لم يتطرق في مقالتيه عن دور وكلاء التبغ وتجاره وأصحاب المتاجر الكبيرة والصغيرة ومحلات بيع المعسل التي انتشرت في كل شارع وبأعداد كبيرة تنافس محلات البقالات لم يتطرق عن دورهم جميعا ومسئوليتهم الخطيرة في نشر هذا الوباء .
والحق بعد كل ما ذكر في المقالين وما عرف من شرور ومفاسد وأضرار وإحصاءات مخيفة ومفجعة ومفزعة عن ذلك الوباء فقد آن الأوان لتجار التبغ بأنواعه ( المعسل والجراك والسيجار والغليون ) وأصحاب المتاجر
والمقاهي والمطاعم والمنتزهات التي تروجه لأن تصحو ضمائرهم وأن يستشعروا عظم المسئولية بما تلحقه تجارتهم تلك من أضرار جسيمة على الأمة وأن يعرفوا دورهم الخطير
ومسؤوليتهم الكبرى في الدنيا والآخرة نحو انتشار وباء الدخان فالإحصاءات حقا مفجعة عن انتشاره والبحوث متواصلة عن ما يسببه من أمراض قاتلة مخيفة والأساليب الدنيئة لترويجه متجددة ومؤلمة . وأن يعلموا أن من الذنوب والخطايا التي جاء فيها من الوعيد الشديد، الإضرار بالناس والذي اقترن بالشرك بالله. فقد جاء النهي الواضح عن الشرك بالله والإضرار بالناس متلازمين. فالله جل جلاله لا يغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء وعندما يقرن الشرك بغيره فذلك دلالة على عظم إثم ذلك الأمر فلم يعد يشك عاقل بما يسببه التدخين من أضرار جسيمة . والعلماء يقولون بأن المتسبب لكل مضرة أو مفسدة تأتي من قبل سموم الدخان بأنواعه فإنه يلحقه من الإثم والوزر الذي يتجدد عليه بانتشاره والأحكام بحرمة تجارته يكاد يجمع عليها العلماء في أنحاء العالم. وهنا ليتخيل ذلك التاجر لهذا الوباء مقدار الذنب الذي يلحق به بانتشاره مع كل سيجارة أو رأس معسل أو جراك أو من خلال الغليون فكم يتعاطاه من زبائنه يوميا ؟ والى من ينتشر ؟ أو تصل رائحته ؟ إن الأمر لا شك جد خطير . وليعلموا أيضا أنهم سبب في إيذاء خلق من اشرف خلق الله فإن الملائكة كما هو وارد تتأذى مما يتأذى بنو آدم ، وأن يعوا أن الحقوق بين الله والعباد تقوم على المسامحة فالله قد يغفر ويرحم أما الحقوق بين العباد والعباد فتقوم على المشاحة كما يقول العلماء . وليتذكروا مساءلة ضحاياهم في الآخرة ، فهم من ساعدهم في الوقوع في هذا الإثم وسهل لهم الطريق ووضعوا لهم العسل في السم ليحببوهم فيه فهذا معسل التفاح وذاك معسل الفراولة إلى آخره ولكن تبقى النتيجة واحدة الموت المحقق ، وليخافوا من دعوة أبوين يتفطر قلبهما على أولادهما وبناتهما وهم يرونهم ضحايا إدمان هذا الوباء. أما المساءلة في الدنيا فالأيام حبلى بكل خطير نحوهم ونحو تجارتهم فهل علموا بدعوة وزارة الصحة بمقاضاة تجار ووكلاء التبغ في المملكة وأصحاب المقاهي والبقالات الذين يغررون بالصغار ويستغلون ضــــــعف الكبار نحو ملذاتهم ببيعهم الدخان وتقديمه لهم بكل أنواعه . فالدعوات القضائية سوف تتوالى ضدهم في المحاكم . فالتبغ بأنواعه لا يقل جرما عن المخدرات فمن خلاله يتم استنزاف ثروة الوطن ومدخراته البشرية فظاهرة التدخين كما تقدم في تنامٍ وسط المجتمع السعودي وكما صرح بذلك وزير الصحة وغيره من المختصين والمهتمين وضحاياه في المستشفيات صرعى المرض والموت ، والخسائر المالية في ازدياد أيضا وتقدر بالملايين كمبيعات للتبغ ومشتقاته وهو ما يكلف الدولة سنويا المليارات لعلاج ضحاياه . فهل يجد هذا النداء وغيره صدى عند تجار التبغ ؟ أم يستمرون في غفلتهم ضعفا أمام ما تدره عليهم تلك السموم من مال حرام ؟ فيستحقون بذلك سخط من الله في الآخرة، وغضب ودعاء وشكوى إلى الله من الناس وعقاب قادم قريبا في الدنيا. حمى الله الجميع من كل مكروه وهو الهادي إلى سواء السبيل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ارشيف جريد المدينه السعوديه