نعم " ما أكرمهن الا كريم وما أهانهن الا لئيم "هذه تعاليم الإسلام في الرفق بالمرأة والعناية بها والمحافظة على حقوقها .
ما جعلني أكتب في هذا الموضوع ماسمعته كثيرا من ضرب بعض الرجال لزوجاتهم وعلى أتفه الأسباب بل وتطليقهن مرارا لمجرد زيادة الملح في الطعام أو نقص السكر في القهوة دون مراعاة للعلاقات الزوجية وقدسيتها متناسين قول رسول الله (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ) أو كما قال .
وصحابته الأخيار أرسوا لنا نماذج في التعامل .. يحكى أن رجلا سافر ليسأل الخليفة عمر ابنالخطاب فلما وصل وجد زوجة عمر رافعة الصوت وهنا تراجع وهم بالإنصراف فقال له : لماذا تنصرف ؟ قال الرجل لقد وجدت ما أردت أن أسأل عنه عندك فابتسم الفاروق رضي الله عنه وقال : إنها طاهية طعامي ومغسلة ملابسي ومرضعة أطفالي فإن وجدت شيئا لا تستحسنه وجدت أشياء أخرى جميلة والكمال محال والإسلام أسدى قيما رائعة وآداب سامية وحث على مسالك الخير ونهى عن دروب الشر وجعلنا في خيار بين الدربين فعلام تختار مالا يحث هذا الدين العظيم أو علام نسلك بعض الدروب التي لا تتماشى مع تعاليمه ، ولا شيء يمكن تفسيره من هذه الظاهرة سوى الجهل المطبق لمدعيي الرجولة والضعف أمام الذات ومحاولة إخفاء النقص .
وأقول لأصحاب العقول المتحجرة الذين يكثرون من السب والضرب والهروب من المسئولية فما هكذا أخلاق المسلم وما هذا من شيم الرجال وأحب أن أذكر أن التجارب القاسية قد تكون مؤلمة ولكنها تمد الإنسان بالخبرة وتجاوز العقبات وحل المشكلات المستقبلية .
اللين في التعامل ما كان في شيء الا زانه والإبتسامة في وجه الزوجة تزيل الإحتقان والتوتر وقد قالوا إن إبتسامة خير من ألف حبة من الأسبرين .
ويقول ابن القيم : إن الناس ينفرون من الكئيب ولو بلغ في الدين ما بلغ .
كان النبي صلى الله عليه وسلم يحترم المرأة أما وزوجة وإبنة فكان يسمح لزوجاته بمراجعته حتى قالت امرأة عمر بن الخطاب له عندما نهرها عن مراجعته " عجبا يابن الخطاب ما تريد أن تراجع أنت ، وإن ابنتك لتراجع رسول الله حتى يظل يومه غضبان " فتعجب عمر من ذلك ، لم يضرب ولم يقبح وذهب ليسأل أزواج النبي رضي الله عنهن ليتأكد من ذلك .
وكان رسول الله ألين الناس ضاحكا باسما أو كما قالت نسائه ،كما كان يتولى خدمة البيت معهن . وفي حديث "خدمتك زوجتك صدقة "أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فأين نحن من الدين حولنا العهد الغليظ الى خيوط أوهى من خيوط العنكبوت .
خلاصة القول : أخي أعطي حبا تحصد حُبا ً واحتراما فناتج الحب هو الحب فقلوب البشر مثل المرآة فلا توجد مرآة تعكس الضوء ظلاما .