حسن سعيد دبعي عضو نشط
عدد الرسائل : 43 تاريخ التسجيل : 29/04/2008 مقدار الإعجاب : 1 نقاط التميز : 22
| موضوع: .... صداقــة اليــوم .... الخميس أغسطس 07, 2008 2:52 am | |
| .... صداقــة اليــوم .... صبغت حياة العصر ولونت بأصباغ زائفة وقد داخلها التمويه والزخرف .. وغلب عليها الجانب المادي دون الروحي والمظهر دون الجوهر .. ومع كساد الفطرة واعوجاج الفكر في بعض الناس اصطبغت صداقة اليوم بتلك الصبغة الزائفة وارتهنت بها ارتهانا وثيقا وصار الناس يتناولون بعضهم بعضا بالتجريح والإساءة والهمز واللمز بل وحتى بالحط من القدر بالحق وبالباطل ...
ومن ذا الذي ينجو من الناس سالما وللناس قال بالظنون وقيل .. وبانت الشماتة هي الفاكهة العذية في يد هؤلاء وقد انطوت قلوبهم على الحقد والبغضاء لا يلقون بالا لحكمة الدهور .. نقل للشامتين أفيقوا سيلقى الشامتون كما لقينا ، فأنت مهما عقدت الود بهم أو قويت الصلة بينك وبينهم وبلغت حد الألفة عادت لتنتكس من جديد بفعل الإثرة وشهوة المنفعة .. ذلك أنهم لا يعرفون من الدنيا إلا وجها واحدا وأن سلوكهم الشكلي دوما يكون مطابقا لقواعد مطبوعة بغير الشعور والطبع ونسوا أن جمال الدنيا خداع وسعادة العيش وهم وحياة الناس تمثيل .. وليتهم أصاغوا السمع إلى هواتف الحقيقة وصوت العقل وللشافعي حكمة ينبغي الاستعانة بها هنا " إذا كنت ذا قلب قنوع فأنت ومالك الدنيا سواء " .. وهذا كلام جوهري لا لبس فيه يدل على عقل وبصيرة واتزان كبير وإن كان في الواقع لا يجدي نفعا مع كل من لجت به المكابرة وجعل أنفه في قفاه .. لأن من يريد التعامل مع هؤلاء يفتقر إلى عصا سحرية أو رقية راق أو تعويذة متشعوذ .. وإن كان في قول القائل عزاء وأي عزاء ومن العداوة ما ينالك نفعه ومن الصداقة ما يضر ويؤلم .. فصداقة صناعية كتلك خليق بالعاقل أن يتجنبها ويزهد فيها ما لم تجبره عليها الظروف أو يفرضها عليه القدر .. فخير للعاقل - عند ذاك - أن ينطوي على ذاته ولا يظهر مشاعره بل عليه أن يكبتها بدلا من أن يتملق ويريق ماء الوجه " فلا خير في امرء متملق .. صاف اللسان وقلبه يتلهب " .. وازاء ذلك لا يسعك إلا أن تغسل يدك منهم وتقطع الصلة دونهم ويا دار ما دخلك شر .. أما اخوان الصفا والوفاء فما أجل قدرهم وأقل عددهم على كثرة الناس .. قيل لحكيم : " من أحب إليك أخوك أم صديقك ؟ أجاب : أخي أحب إلي إن كان صديقي .. فلا صديق كالأخ ولا عدو كالأخ .. والعاقبة للذين اتقوا والذين هم محسنون .. وكفايـــة ... | |
|