لا يــأس ... ياشبـــاب
مفتتح : قال تعالى "
أنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون " صدق الله العظيم "
بعض الاحيان تتوهم أنك وصلت إلى طريق مسدود .. لا تعد أدراجك دق الباب بيدك لعل البواب الذي خلف الباب أصم لا يسمع .. دق الباب مرة أخرى لعل حامل المفتاح ذهب إلى السوق ولم يعد بعد .. دق الباب مرة ثالثة وعاشرة ثم حاول أن تدفعه برفق .. ثم اضرب عليه بشدة .. فكل باب لابد أن ينفتح ...
اصبر لا تيأس اعلم أن كل واحد منا قابل مئات الأبواب المغلقة ولم ييأس .. ولو كنا يائسين لبقينا واقفين أمام الأبواب .. لا تتصور وأنت في ربيع حياتك أنك في الخريف إملأ روحك بالأمل .. الأمل في الغد يزيل اليأس من القلوب .. وقد قيل " ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل " فالأمل يلهيك عن الصعوبات والمتاعب والعراقيل .. الميل الواحد في نظر اليائس هو ألف ميل وفي نظر المتفائل هو بضعة أمتار ..
اليائس يقطع نصف المسافة في وقت طويل لأنه ينظر إلى الخلف .. والمتفائل بقطع هذه المسافة في وقت قصير لأنه ينظر إلى الغد .. فالذين يمشون ورؤوسهم إلى الخلف لا يصلون أبدا .. فإذا كشرت لك الدنيا فلا تكشر لها .. جرب أن تبتسم ، أدرك أن الحياة تتطلب السير بجد وإصرار بدافع من العزيمة تحت غطاء من التفاؤل .. فعلا كم ظلمنا أنفسنا عندما اسقطنا فشلنا على ظروف الحياة وشكونا من صعوبتها .. ناسين أو متناسين بأن هذه الظروف تقف حائلا أمام الضعيف فقط .. أما القوي وقوي الإيمان خصوصا فلا يركن لهذا ويشق طريق حياته رغما عن الظروف .. لا تتهم الدنيا بأنها ظلمتك .. انت تظلم الدنيا بهذا الاتهام وانت الذي ظلمت نفسك ..
ولا تظن أن أقرب اصدقاءك هم الذين يغمدون الخناجر في ظهرك .. ربما يكونون أبرياء من اتهامك .. ربما تكون أنت الذي أدخلت الحناجر في جسمك بإهمالك واستهتارك او بنفاد صبرك أو بطيشك ورعونتك أو بتخاذلك وعدم احتمالك .. لا تظلم الخنجر وإنما عليك أن تعرف أولا من الذي أدار ظهرك للحنجر ..
عندما تشعر أنك أوشكت على الضياع ابحث عن نفسك .. سوف تكتشف أنك موجود وفي رأسك عقل يحاول أن يجعل من الفشل تجاحا ومن الهزيمة نصرا .. فلا يأس ياشباب خاصة شباب هذه الأيام الذين تهزهم مصائب بوزن النسمة فمابالك بالمصائب التي على وزن العاصفة ....