كان هناك شيخ جليل يأتي إليه الطلاب من كل مكان لينهلوا منه العلم. وكان التلاميذ حوله يعرفونه بالحكمة ورجاحة العقل. كان أحد طلابه شاب فقير لا يملك المال. وفي يوم، جاء إلى شيخه ليستـأذنه في أن يسافر ليطلب المال ويحسن من وضعه، فأذن له.
فشد الشاب رحاله وسافر. وفي سفره مرّ على منطقة صحراوية. ووجد فيها طير جريح ملقىً على الأرض.
كانت الحياة لا تزال تدب فيه رغم ما أصابه من جراح!
اهتم الشاب لأمر الطير فأخذ يراقبه لبعض الوقت.
وإذا بطير آخر يأتيه ويجلب له الطعام. فأخذت الشاب الدهشة وقال :
سبحان الله الذي يرزق الطير في الصحراء .. سيرزقني وأنا عند شيخي !! فعاد برحاله إلى شيخه.
وحين رآه الشيخ سأله : ما الذي أعادك بهذه السرعة ؟
قال : رأيت طيراً كسيحاً في الصحراء .. يأتيه طير آخر بالطعام. فقلت لنفسي أن الذي يرزق الطير سيرزقني وأنا عندك أيها الشيخ!
سكت الشيخ قليلاً ثم قال :
( يا بُـني .. لماذا اخترت بأن تكون الطير الجريح ؟ ولم تختر بأن تكون الطير القوي ؟؟
يا بـُني .. كُـن أنت صاحب اليد العليا .. ولا تكن صاحب اليد السفلى !! )
[ بتصرف ]