قصه قصيره (تعالج العديد من المشاكل الاجتماعيه اتمنى الاستفاده)

النقاب الأسود

رن هاتفه الخلوي، بنغمة موسيقية تقذف به إلى أحضان الذكريات وهو بانتظار الدقائق الأخيرة المملة لنهاية الدوام الرسمي. صاحب المحل الذي اختاط له بدله العرس يبلغه بموعد استلام البدلة وقد فرغ من خياطتها... هو يعيش فترة خطوبة من ابنة عمه "عبده فؤاد" ...

الرابعة عصراً خرج وبرفقة صديقه لاستلام بدله عرسه ،،،،،، خرجا وخطاهما تسبق الحديث الذي يتخاطفان أطرافه ،،، عن العمل ،،، بدلة العرس،،، لونها،، بعد أن تجاوزا بداية شارع " جمال " بدأت نظراتهما تجول في المحلات التي من حولهما ،،، المحل الذي يقصدانه يقع في الركن الأيمن لسوق الانسي الذي يتوسط شارع " جمال" ،،، لفت انتباهه فتاتان تخرجان من محل يبتاع مستحضرات تجميل ،،، دون علم صديقه ،، نظراته تلاحق خطى الفتاتين تاركاً صديقه يتحدث مع نسمات الطريق ،،، عادا لمتابعة الفتاتين بعد أن تأكد صديقه أن الفتاة المنقبه تسترق نظراتها صوبهما ،،، لحقت خطواتهما بتمتمة مصدرها النقاب الاسود مغلفه بكلمات يلفها الضباب ،،، أخذ يمسح بنظرات سريعة فوق ملابسه كي يتاكد من هندامه بعد أن اعترته الثقة بحوزه على إعجابهما ،،، صديقه يرتب ملابسه ويسرح شعرات رأسه لينال إعجاب إحداهما وبدأ باختيار الفتاة التي دون نقاب ،،،،، يقاطعه هو باختيارها قبله ،،،، ثم تدخل الفتاتان أحد أزقة الشارع ،، يليه الآخر تلو الآخر،،،، خطاهما تتسارع ونظراتهما تلف الفتاتين حتى لايفلتا منهما املآ بالفرصة التي تجمعهم لتبادل الكلمات ،،،، في احد الازقه التي تزدحم فيه المارة ،، تختفي الفتاتان ،، وتختفي معهما أحلامهما التي نمت مع كل خطوه خطوها ،،،، عائدين إلى ما قصدانه أول مرة..

عادا بخطوات مثقله بإرهاق الطريق ،،بعد أن تسلما كل ما أحتضنته لهما ألازقه من أحلام قتيله أغتالها المستحيل ،،، وبعد أن استلم بدلة العرس،،،،، أنصرف صديقه إلى منزله ، بينما هو تاق شوقاً لزيارة من سقت بذكرها زهور اللوعة والهيام في روضة خياله ،، فاخذ يلف الطريق باتجاه منزل عمه "عبده فؤاد" ،، وقف أمام باب ألمنزل ،،، وهو لايدرك ما يختبئ له خلف أسواره ،،طرق الباب طرقه طرقتين ،، فتح الباب ،، دخل متجهاً إلى غرفة الجلوس وأتخذ مكانه المعتاد ،، تاركاَ لنظراته العنان تتحسس قدوم رفيقة أحلامه ونسمة أنفاسه ألتي يعيش بها و لأجلها ،،،،فجأة يستمع إلى تنهدات تلسع حرقتها مسامعه ،،تنهدات تبدي الرفض لمقابلته " لولا إكراه أمها " ،، تطل عليه من باب ألغرفه وقد اغرورقت عيناها بالدموع قائلة له بتعجل "عرفتك" "عرفت حقيقتك" ،،، وهي تثبت نظراتها على وجهه الذي يمتلئ بالحيره والدهشه ،، فلقد أخرسته المفاجأة ..

حينها تحترق أعذب الكلمات و أجمل العبارات التي ينبض بها قلبه ،،، ذبلت كل الورود ألتي نمت في خد نيسان ،،، فيستعيد حواسه التي تاهت عن سيطرته ،، فيجر نفساً عميقا ًوهو يحاول الوقوف ببطئ ،،، ونظراته على الأرض كأنها تفتش عن حيله تسعفه من هذا الموقف الذي أذابه خجلا َوالذي لم يكن يتوقعه ابدآ ،، يعتدل قائماً أمامها وهو يطلق ابتسامه خفيفة تلتهم كل ما ارتسم على وجهه من حيره ودهشة ،،،،،، وبصوته الذي يملئه الدفء والحنان ،، صوته الذي يلامس غضبها كالبلسم حين يلامس الجرح فتتثاءب الراحة لتحل محل الألم ،،، ليزيح غشاوة الستار الذي كاد أن يظلل على أحلامهما الوردية الصادقة ،،، يالروعة اللحظات التي تؤجج مواجع الصبابة ولواعج الغرام ،،، لحظات تملئ حديقة حياتهما بأريج من الهناء والحبور .

.......انتهت

أنور الدبعي

كعادتك في القصص

أخ أنور تميز مستمر
شكرا لك وقد استمتعنا كثيرا بقصتك المعبرة ذات الجانب الإجتماعي

مرحا ... قصه مميزة
cheers

مشكور قصة حلوة جدا ومعبرة

والله ما قصرت

جد حلووووووووووووووووووووووووووووة
مشكور واتمنا ان تكتب قص اكثر وافضل
ويالله سمعنا

» قصه قصيره ( المغفله )
» قصه قصيره من الريف ( طفوله )
» قصة قصيره ( هاله من الصين )
» أبكي يا عاق الوالدين لعل يرق قلبك ويحن لأمك.. اتمنى من الجميع قرأته
» قصه قصيره حزينه