قصـــــه قصــــيره

دموع تسكن القلب

لماذا تسير بنا الحياة كما تشاء ... ؟

ولا نستطيع أن نتحكم بمجرياتها كما نحب...

صعد على باص السفر واستقر على مقعده المخصص له حسب الرقم الذي تحمله تذكرة سفره ،متجهاً إلى المدينة التي يستقر فيها عمله وسكنه الدائم ،

وأثناء سرحانه بعناء الطريق وساعاته الطويلة ... فجأة يسمع صوتاً رقيقاً ، دافئاً ، صوتاً خافتاً يملؤه الشوق إلى الشفقة والحنان صوت مصدره طفلة تبلغ من العمر الحادية عشرة تقريباً يغمر وجهها البشوش جمال الطبيعة وهدوؤه الساحر.تطلب منه السماح بالجلوس على المقعد الذي بجواره

بعد أن اقتعدت الكرسي وهو يرقبها بنظراته التي يلفها الإعجاب والاستلطاف وهي تضع حقيبتها تحت المقعد

تحرك الباص وتحركت بينهما الكلمات ليتعارفا وتشعب الحديث بينهما أكثر فأكثر، عباراتها الشيقة تسلب الخاطر وتريح العناء ،غاصت في مخيلته حتى لامس خياله خيالها ،،

يؤكد الصدق أن كلامها يكبر حجم طفولتها ويخطف من المسامع الإصغاء، ويلف في باطنه معاناة كبيره تتأبطها الطفلة البريئة

صراع مرير وقلب صغير وبحر مشاعرها الكبير يقذف بأمواج من الأحزان بعيد وينتصر في الأخير

رائعة أنت أيتها ألطفله ،،ماذا صنعت طفولتك ؟ حتى نالت كل هذا العذاب الذي لا يفرق بين صغير أو كبير بين مذنب أو بريء

فبالرغم من ذلك إلا أن قلبها ينبض بثمرة الحياه ،ينبض بالإيمان بالقدر ،والرضى بما قسم لها في هذه الدنيا الدنيئة

ينقطع الحديث بينهما لحظه فيمتطي قنينة الماء ليرشف منها ما يغسل بلعومه الذي جف خشوعاً وتبجيلاً لهذه الطفلة ألصغيره ، وأثناء ما هو يغلق القنينة ليعيدها إلى موضعها ، تصفع براحة يدها اليمنى على ناصية رأسها ، كأنها نست شيئاً ما،،

آه...فلقد نست الهدية التي اشترتها لأمها،لكنها لم تنس الأبيات الشعرية التي نظمتها لها كي تشعرها بمدى حبها الكبير وشوقها الجارف لحضنها الدافئ الذي يسكن الألم، حضنها الذي تحن له بين حين وأخر

أمها تزوجت رجل أخر غير أبيها وتعيش هي مع جدتها وخالها في مدينه ، و أمها في مدينه أخرى مع زوجها ولا تجمع بينها وبين أمها سوى الزيارة التي تأتي بين كل شهرين أو أكثر ،كما أن أباها مهاجر في بلدة أخرى ولم يعد منذ أن كان عمرها سنتين، محرومة أنت من حرارة ألقبله، قبلة أبيها الدافئة التي تشعرها بالأمان والاطمئنان، محرومة أنت من ابتسامة ألأب التي تنعش الروح وتغسل الفؤاد

تمضي بهما الساعات والكلمات التي تسرد أحداث حياتها،لترسل بخياله بعيداً هناك ، يرسم حجم الوحشة والكئاَبه التي يفترض أن تقع هي فريسة بين مخالبهما .كم ستظل تصارع الأحزان ألخانقه الملازمة فراشها كل يوم و ليله .

ساد بينهما السكوت للحظه لتتركه يحلق وحيداً بأجنحة الشرود في فضاء الأفق متمنياً لها التوفيق والنجاح في حياتها .

تمد يدها تجاه أسفل مقعدها لتفتش عن حقيبتها وتخرج منها كتيباً صغيراً على غلافه ألوان جميله وجذابة ، وتقول له هذه قصه أهدتني إياها أستاذتي هي تحبني وأنا أحبها كثيراً ،ناولته القصة كي يتصفحها ، فبينما نظراته تجول بين صفحاتها،فجأه يعقد حاجبيه وهو يلمح بطرف عينه نحو ألطفله بين لحظة وأخرى مندهشاً كاَن شيئاً ذا بال ، فيعود مسرعاً ليقرأ اسم ألقصه " دموع تسكن القلب " حينئذ أدرك أنها طفلة ذكيه تحب المغامرات وتتقمص شخصيات قصصها .. فسألها : أين أبوك وأمك ...... إذاً ؟
ـ والابتسامة تملىء وجهها تقول : في الكرسي الخلفي منا مباشرتاً ....

انتهت

نهاية جميلة بعد أن كنت قد انخدعت مثلما انخدع ذلك الرجل ،

وأحسست ُ بمعاناة الطفلة الا أن النهاية كانت غير متوقعه ،
قصة جميلة ورائعه شكرا لك
ولكن من الكاتب ؟؟

شكرا لك فلقد اكتمل النقص في كتابة القصة بوجودك وبوجود هذه الكلمات ولا تحرمنا جديدك ياعم انور

القصة للكاتب انور الدبعي اعتقد ذلك لانه يمتلك مواهب عدة متميزة بين حداثة الشعر وسرد القصص

ماشاء الله

والله أسلوب قصصي رائع ومميز
وفعلا أخ مثنى
لقد ملأ فراغات المنتدى بإبداعاته
ونتمنى أن نرى جديدك أستاذ أنور دائما

قصة رائعة وكلماتك اروع
انتظر جديدك

حياك الله يا أخ مثنى واعتقادك صحيح فالقصص جميعها من قصصي 000واشكر ألاخ محمد حسن العنيبي ايضا لانه يقرأ بشكل دائم

» قصـــــه قصــــيره ( اهديها لكل الاحبه من ابناء قريتي ....مائله )