مثنى الامير مراقب المنتدى
عدد الرسائل : 681 العمر : 41 الإقامة : mothana_am@yahoo.com تاريخ التسجيل : 03/11/2007 مقدار الإعجاب : 6 نقاط التميز : 274
| موضوع: في انتظار الاتي ... الثلاثاء نوفمبر 13, 2007 11:41 pm | |
| كتب هذه السطورفقيد الصحافة اليمنية الاستاذ حميد شحرة كتبها قبل ان يموت بسنة ونصف كتب في تاريخ 10-5-2005 وتوفي في تاريخ 25-10-2006 [color=maroon]بقلم حميد.. في انتظار الآتي : فجوة في الصدر.. ووحشة كاملة حميد شحرة.. كتب بتاريخ: 10 -5 - 2005م[color:6e95=black:6e95] هو شيء آخر، يشبه مشاعرنا الغامضة، لكنه ليس شعوراً غامضاً، فهو واضح تماما، كنصل حاد يشق قلبك نصفين.. يجعلك ذبيحاً ومسكيناً إلى حدٍ لا يطاق.. بغتة، وأنت في حالة نشوة زائفة، تتذكر أن العمر يمر وأن الخطط والأحلام لم تجد طريقها إلى التحقق بعد كل هذا الوقت..وان الغد الذي تنتظر صار ميتاً..وأن اليوم الذي بين يديك لا تملكه تماماً، إنما يملكه العجز ينثره دقائق وثواني أمام عينيك، وأنت تلهث بحثاً عن لقمة العيش التي ستقيم أودك، لتفرغ بعدها إلى ترتيب عالمك الخاص، العالم الذي يصبح جزءاً من كفنك، وناقوس يدق في عالم النسيان. كلما مررت بانسان يعيش حياته راضياً، ضحك بقوة وينتظر موعد وفاته غير آبهٍ لحياة مؤجلة كحياتك. إنه ذلك الشعور الجارح الذي يغتال صفاء نفسك وأنت تتذكر صديقاً رحل بدون سابق إنذار، وبدون ترتيب مسبق لهذا الرحيل، وبدون رغبة حقيقية في الاعتراض أو الاحتجاج. إنه يشبه الغصة، عندما تجد أمامك مشروعاً لم يكتمل، أو لوحة ينقصها لون، أو فاكهة دب فيها العطب..او حلما تحقق بعد فوات الأوان. هو شعور بفجوة ما في صدرك، ووحشة بين جوانحك، تجعل الابتسامة نصف ابتسامة، والعزيمة نصف عزيمة، والرغبة نصف رغبة، والحياة نصف حياة، والأصوات نصفها خواء. لا أستطيع أن أصف لك شعوراً لابد أنك شعرت ذات يوم، أو ستشعر به في أي يوم. لكنه يشبه الشعور بأنك تعيش حياة لا تخصك، وليست حياتك، وتجاهد عبثاً في تغييرها وهي مستمرة، تكشف عجزك أمام إصرارها على الاستمرار.. وترفض الاستسلام لها حتى يحين الأجل!! 1- انا بانتظار آتٍ لم تتضح ملامحه بعد، سيأتي ذات لحظة ليوقف نزيف أيامي، ويعيد لعمري اعتباره. الحق أقول لكم حياتنا بحاجة إلى أمل او وهم..لكي لا تنتهي بغتة من شدة القرف ولهذا أمني نفسي كل مساء أني سأصحو على شئ ما تغير في هذا العالم، شيء جميل ومبهج، يجعل لقهوة الصباح مذاقاً مختلفاً لم اتذوقه من قبل. لكني عندما اصحو على جراحي كلها مفتوحة، مستهلاً يومي بذلك الشعور القاتل: الغربة.. غربتي عن نفسي وعن عالمي، واحساسي العميق بان يوماً آخراً سيذهب بلا جدوى.. أقول لنفسي: "لا بأس..ربما يحمل المساء الينا..شيئاً يبهج ويجعل النوم هادئاً وعميقاً". ويأتي المساء كالحاً كالعادة، مملاً ومضجراً، وقصيراً حين تريده أن يطول..طويلاً بلا انتهاء عندما تريده قصيراً.. فلا اجد ما اقوله لنفسي، سوى انتظار ما يحمله الصباح.. 2-لا تملك وأنت تتقدم في السن إلا أن تعيش وهماً يجعل الحياة أخف وطأة.أو أن يرفه عنك أمل غامض تواعده على ضحكة صافية.. تفكر في حياة قبيحة، تعيشها وأنت مهدد بداء لا علاج له، يختطف كل يوم واحد منا، لطالما خادع نفسه بأن ثمة خبيئة مفرحة تنتظره في الأيام القادمة..الأيام التي لن يعيشها. يصبح العالم كله ضدك , يعبس في وجهك, ينقل اليك مشاهد الانهيار في جوانبه لحظة بلحظة فتشعر انك مختنق تحت ركامه. العالم يصبح قبيحا ومؤلما ,وتفاصيل الحياة اليومية تتسلل الى منابع الامل في نفسك فتجففها كما تفعل الحرب على الارهاب بروح الخير عند البشرية. كل شيء يجعلك اقل رغبة في الحياة, تذوي إرادة العيش عندك ,وتستسلم لحلم غريب ,ان تموت بأقل قدر من الالم. ثم تموت موته تافهة، لم تكن في خيالك، عندما بدأت حياتك البائسة.. قد تصبح محظوظاً لو نعاك صديق في جريدة مغمورة خاتماً نعيه السخيف، بدعوة أهل الخير وأهل الشر إلى بناء منزل لأطفالك.. المنزل الذي كنت تتمنى أن يضمك معهم وأنت حي. 3- فيروسات في الكبد، وفيروسات في الهواء، وفيروسات في الماء وفيروسات في الأصدقاء.. حياة موبوءة لا تملك إزاءها إلا ان تعيش على أمل.. أو تتوهم وهماً جميلاً يصرفك عن هذا البؤس.. وأجمل الآمال، أن تحيا على أمل الموت بالتخمة. وأروع الأوهام.. أن تعيش متوهماً ان ثروة ستهبط عليك من السماء، وتهرسك تحتها.. ومع كل ذلك أجد متعة في انتظار آت طال غيابه: أحسبه سيشرق في حياتي المضطربة، ليعيد إليها التوازن.. ولن أترك عاداتي في انتظار الحدث الذي سيغيرني أو يغير العالم من حولي. | |
|