قرية مائلة - دبع الداخل
مرحبا بك عزيزي الزائر. نرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه
قرية مائلة - دبع الداخل
مرحبا بك عزيزي الزائر. نرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه
قرية مائلة - دبع الداخل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قرية مائلة - دبع الداخل


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
تاريخ شجرة القات 1323196593641

 

 تاريخ شجرة القات

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمدعبدالقوي
عضو متألق
عضو متألق
محمدعبدالقوي


عدد الرسائل : 395
العمر : 36
المزاج : سباق السيارات (الرالي)
تاريخ التسجيل : 28/01/2008
مقدار الإعجاب : 0
نقاط التميز : -10

تاريخ شجرة القات Empty
مُساهمةموضوع: تاريخ شجرة القات   تاريخ شجرة القات Icon_minitimeالسبت فبراير 23, 2008 9:13 pm

اختلف الكُتاب الذين بحثوا في تاريخ القات في الجزيرة العربية في البدايات الأولى للقات في الجزيرة العربية ، فذكرت دائرة المعارف الإسلامية أنه عُرف باليمن قبل الميلاد وأن أهل مهرة كانوا يسمونه كاتا أوفاكا وأن الملك عمداسيون قال : ( لسوف أجعل من قصر جيرالدين قصرا لي وأزرع فيه القات ) ، هذا ما نقله الباحث عبد الله بن محمد الحبشي الذي تساءل عن مصدر هذه الرواية ، وعدها خطأ وقعت فيه دائرة المعارف ، قلت وما جاء في دائرة المعارف يظهر أنه بسبب خطأ في قراءة كلمة في النص الأول الذي نقلت منه ، إذ ذُكر أن هذا الملك كان من ملوك الحبشة ولم يكن من المهرة وهو الصواب كما يذكر شوبن الذي يقول (( و أول دليل خطي على وجود القات في أفريقيا ، يوجد في كتابة حبشية تتحدث عن بطولة الملك المسيحي المسمى ( عمداسيون ) الذي حارب المسلمين بين عامي 33-1332 م ، كما أن هناك ذكر آخر للقات جاء على لسان ( صبر الدين ) -(جيرالدين في النص السابقة ) -الذي عاصر ( عمداسيون ) وناهضه حيث قال : سأحول الكنائس إلى مساجد وأجعل ملك المسيحيين وشعبه مسلمين ، ثم أجعل ملكهم واليا عليهم ن وإذا رفض أن يدخل في ديني فسأجعله أحد الرعية ……ثم أزرع القات المحبوب عند المسلمين ) شوبن ص210 وتتضح الصورة بأن الذكر الأول للقات لم يكن في الجزيرة العربية بل في الحبشة ( أثيوبيا ) .

ويقول الحبشي : إن أقدم الإشارات إليه ما نجده في كتب القرن العاشر ( الهجري ) وقد تجاهل كتاب اليمن شأنه في أول أمره ولم يكلفوا أنفسهم عناء البحث عنه ، في حين نجد مؤلفي البلدان الأخرى حلال ذلك القرن يدرسون هذه الظاهرة الغريبة ويتصدون لها بالتأليف ، ومن هؤلاء العلامة أحمد بن حجر الهيتمي المتوفى سنة 974 هـ وقد ألف رسالته القيمة المسماة ( تحذير التقات من استعمال القات ) ، ولعل هذه الرسالة تعد من أقدم ما كتب في القات من مؤلفات مفردة . ويظل هذا القرن صامتا عن الداء الذي بدأ يدب في أوصاله ولا تفصح لنا كتبه ( أي القرن ) التي ألفها علماء اليمن عنه في شيء سوى ما نجده في كتب الحوادث التاريخية التي كتبت بعد القرن العاشر بقليل ، وهي ترجع بداية ظهور القات إلى سنة 950هـ ، وكان الإمام يحيى شرف الدين المتوفى سنة 965 هـ قد أمر بقلع شجرة القات عند أول ظهورها ، بعد أن علم أن أحد متعاطيها أخذت تعتريه الغيبوبة إلا أنه رجع عن رأيه بعد ذلك وأصبح من ضمن متعاطيها . ويكتفي المؤرخ يحيى بن الحسين المتوفى سنة 1100 هـ بذكر ملاحقة الإمام شرف الدين لشجرة القات وإعدامها يقول في نصه القيم ضمن حوادث سنة 950 هـ : ( وفي هذه السنة ظهرت شجرة القات وكثرت في اليمن فرأى الإمام شرف الدين تحريمها وأمر ولده المطهر أن يأمر الناس بقلعها بسبب أنه رأى شخصا قد تغير فقيل له تغير من أكل القات فألحقها الإمام بسائر المغيرات ) الحبشي 176

قلت وعلى القول بظهوره في القرن العاشر إلا أننا لم نجد عبد الله بن علي الوزير مؤلف ( طبق الحلوى وصحاف المن والسلوى) في حكم شرف الدين المشار إليه ، لم يذكره رغم أنه ذكر سنة 1085 هـ أنه وقعت رجفات ، وذكر أنها بسبب المظالم والمعاصي وعد منها مطلب التنباق ، قال المحقق ( ولعله التنباك وهو التبغ ) ص 311 . وللتوفيق بين القولين نرى أن القات وإن ظهر في هذا القرن كما نص المؤرخ يحيى بن الحسين إلا أن ظهوره لم يكن بالشائع ، ولعله اقتصر على فئات من الناس ، ثم بدأ في الانتشار وهو ما دفع الإمام شرف الدين إلى تحريمها والأمر بقلعها ، لكنها لم تتحول إلى ظاهرة عامة إلا بعد عقود من الزمان .

ويذكر الدكتور الألماني ارمين شوبن في كتاب (تاريخ استعمال القات في الجمهورية العربية اليمنية ) : أن أول من تحدث عن القات هو الباحث السويدي بيتر فورسكال Peter Forskal الذي رحل مع كارستين نيبور إلى اليمن وتوفي في مدينة ( يريم ) - بالياء المثناة - وعمره 31 سنة إثر إصابته بمرض الأنفلونزا عام 1763 م ، ويرى شوبن أن من المحتمل أن أول المناطق التي وجد فيها القات كانت منطقة تركستان أو أفغانستان ، وما يدفعنا إلى طرح هذا الاحتمال ما ذكره البيروني ت443-1051م وقال فيه : القات شيء مستورد من تركستان ، طعمه حامض ويرقق القات بنفس الطريقة التي يرقق بها نبات الـ ( بتان الو ) المعروف ، وهو نوع من البرقوق المدقوق ، و القات أحمر مع رثة من السواد …… وهو يبرد الحمى ويريح الصفراء ويبرد المعدة والمصران ) أهـ قال شوبن : و لا توجد رابطة تربط وجود القات في شرق أفريقيا ، بوجوده في آسيا الصغرى ، إذ أننا لا نعرف شيئا عن كيفية زراعة القات في المنطقة الواقعة بين تركستان والقارة الأفريقية . وهناك نظرية تقول بأن القات لم ينتقل إلى أفريقيا ، بل إنه وجد وجودا طبيعيا بها بفعل عوامل طبيعية معينة ) ص 210 قلت أما القول بأنه عرف في أفغانستان وتركستان فلعله وهم أو هو تشابه في الأسماء ، وذلك لعدم توفر الظروف المناخية المناسبة لنمو القات في هذه البلدان ، وهذا ما يؤكده أبراهام كريكوريان A.D.Krikorian الباحث الأمريكي بجامعة ستوني بروك الذي يقول : و على الرغم أن هذا المرجع ( كتاب البيروني ) قد كتب بالعربية فهناك شك إذا ما كانت الكلمة ( قات ) والمكتوبة بحرف القاف هي حقا Gatha أم شيء قريب منه ، ولقد نقح حديثا حكيم محمد سعيد وزملاؤه في مؤسسة همدارد بكراتشي في عناية وإسهاب مخطوطات البيروني ، وكان سامي همرنه خبير الصيدلة الإسلامية مسؤولا عن المقدمة والتعليق ، وكتب في المقدمة ( القات وهو سلعة تستورد من تركستان ذات طعم حامضي ، وتشكل على هيئة اسطوانية كما هو الحال مع باتان ألو Batan alu لكن القات يميل إلى الحمرة المشوبة باللون الأسود الخفيف ، ومن المعتقد أن باتان ألو أحمر ملطف يشفي من إفراط إفراز الصفراء ومهدئ للمعدة والكبد ، ومن سوء الطالع فإنه لا تتاح تفصيلات أكثر من ذلك ، وعلى المرء أن يحزر فقط أنه القات الذي نعنيه ، ويتعجب للسبب الذي دعا لجلب هذه السلعة من التركستان ، والإشارة الوحيدة التي تمكنت من تعقبها عن القات في ذلك الجزء من العالم ، كانت ملحوظة كتبها F.J.Owen أخصائي التحليل الكيمائي بالحكومة الأفغانية 1910 وعندما صادفت هذا المرجع للمرة الأولى تساءلت عما إذا كان هناك بعض الخلط بين Catha edulis و Celastrus Paniculatus فكليهما يتبع فصيلة واحدة . ص34

و يقول شوبن : أن القات وجد في القرن الحادي عشر الميلادي أي بعد انتشار الإسلام في المرتفعات الحبشية . قلت ويوحي ربطه أن لانتشار الإسلام علاقة بالقات وهذا مالا يجوز الحكم به . ويقول : أنه يمكن التصور بأن القات وصل إلى اليمن عن طريق الحبشة ، وهنا تختلف الآراء إذا تساءلنا متى حدث هذا الانتقال ؟ أحد المصادر يقول إن القات دخل اليمن إبان الاحتلال الحبشي عام 545م ، ومن المؤكد أن هذا التاريخ يعتبر مبكرا جدا ، وبعيدا عن الصحة ، لأنه لا يوجد أي دليل على هذا القول في المصادر العربية التي عرفت في القرن العاشر الميلادي . كما أنه لايوجد أي خبر في كتاب الاصطخري أو في كتاب ابن حوقل اللذين وصفا تهامة وغيرها من مناطق اليمن ، كذلك لم يكتب المقدسي عن القات وهو الذي ارتحل في اليمن لمدة عام كامل ، إلا أن أهم الأدلة على عدم وجود القات في اليمن خلال هذه الفترة هو عدم ذكره في مؤلفات الهمداني الذي مات سنة 334هـ - 945م حيث وصف اليمن وصفا كاملا ، وكتب عن عدد كبير من النباتات ، ولو عرف القات لذكره .

ويرى قول آخر أن إبراهيم اوزربيتا المعروف ( زحربوي أوزرباي ) خرج من حضرموت إلى جيبوتي والحبشة لكي ينشر الاسلام هناك .

قال شوبن : واكتشف القات في محافظة هرر ( بالحبشة ) ومن هناك تم تصديره إلى اليمن سنة 1429م - 840 هـ إلا أن هذا التاريخ متأخر لأن الجزيري - مؤلف عمدة الصفوة في حل القهوة - أخبرنا أن عليا بن عمر الشاذلي استعمل القهوة بدلا عن القهوة القاتية .

قلت : وخبره الذي نقله من كتابه عمدة الصفوة قوله : ( والذي بلغنا عن جمع يبلغ حد التواتر أن أول من أنشأها وأظهرها وبأرض اليمن أشاعها وأشهرها ، سيدنا الشيخ العارف بالله تعالى علي بن عمر الشاذلي ( ت 821 هـ ) وأنها كانت من الكفتة أعني الورق المسمى بالقات لا من البن وقشره ، فما زالت تنتقل - أي القهوة - من بلد إلى آخر حتى وصلت عدن فعدمت الكفتة من عدن في زمن الشيخ محمد بن سعيد الذبحاني فقال إن البن يسهر فامتحنوا بنا قهوته فامتحنوها فوجدوها تعمل مع قلة الثمن والمؤنة ) ص48 ، والذي يظهر لي من هذا النص أن القات كان في أول أمره يطبخ في ماء على طريقة أهل أفريقية ، وهذا يؤكد الأصل الإفريقي له .

والراجح أن القات نبتة أفريقية انتقلت من الحبشة إلى اليمن الأعلى ، ومعروف العلاقات التبادلية القوية بين الجانبين .

أما الباحث الأمريكي كريكوريان : أن البعض يعتقد أن نتائج البعثات العلمية القديمة قد تكون ذات فائدة ، فعلى سبيل المثال يحتمل أن يكون لودفيكو دي فارثيما Ludovico di Varthema من بولونيا أول أوربي يسافر بصورة شاملة في بلاد العرب السعيدة أو اليمن ، وكان ذلك في السنوات المبكرة من القرن السادس عشر ، ومع كونه ملاحظا ذكيا إلا أن فحص كتاباته بعناية قد أخفق في الكشف عن أي ذكر للقات على الرغم أنه جاب مناطق عديدة تناسب زراعته ، وكان سيشاهده في حالة انتشار استعماله ، ويبدو أن الأوربيين قد سجلوا للمرة الأولى بدء استعمال أهالي جنوب شبه الجزيرة العربية للقات في أواخر القرن السابع عشر ، وكانت أولى هذه التسجيلات التي تمكنت من التحقق منا للمستشرق الفرنسي بارثلمي دي هيربيلو Barthelemy D. Herbelot ، غير أن اهتماما كبيرا قد وجه للقات بالبحوث الأوربية عقب نشر مؤلفات فورسكال . وقد ذكر العديد من الأوربيين القات فيما تلى ذلك أثناء رحلاتهم ، وروى برتون عن إنتقال عادة تعاطي القات إلى اليمن في بداية معرفته به كما يلي : كان أحد الشيوخ ويدعى إبراهيم أبو زجربي والمدفون أسفل قبة قريبة بالصومال ، واحدا من أربعة وأربعين من الدعاة الحضرميين الذين وصلوا إلى بربيرا ، وعقدوا اجتماعا دينيا سريا على تلال عليا كومبو ثم انتشروا في الآفاق بغرض الدعوة ، حيث جعل العديد يعتنقون الإسلام وترك لهم عبادة جليلة ، وخلد اسمه في اليمن بإدخال القات إليهم ) قلت والقصة على الراجح أنها نقلت عن العوام في شرقي أفريقيا ، وأنها لا تصح وسنرى ذلك لاحقا .

وينقل هذا المؤلف نظرية أخرى لانتقال القات وأنه دخل إلى الحبشة في أول أمره من اليمن لا العكس يقول : ويعتقد البعض أن القات قد جلب مرة إلى مدينة هرر ومنها انتشر إلى المناطق الأخرى من أثيوبيا ، وتروي أسطورة إدخاله إلى مدينة هرر للمرة الأولى بأن مجموعة من الزعماء الدينيين و المدنيين كانوا قد التقوا يوما لتحديد موقعا مناسبا لتأسيس مدينتهم الجديدة ن ولقد تخيروا أربعة مواقع ، وبعد إجراءات طويلة حددوا اختيارهم ، وأقيمت هرر عند الموقع الحالي لسور المدينة العتيق ، ولقد تم ذلك التحديد بناء على الارتفاع المناسب والمساحة الشاسعة والعديد من الأنهار والمجاري المائية بالمنطقة ، ولكن سرعان ما تبينوا أن هواء المدينة الجديد ذو تأثير مثبط على الأفراد حيث تسبب لهم في الإجهاد والكسل الشديد ، اجتمع المجلس مرة أخرى لمناقشة هذه المشكلة ، وأقروا أن الشجرة المقدسة لذي القرنيين هي العلاج ، ولقد أرسلوا مجموعة من التجار إلى اليمن لإحضار القات ، وبذلك يقال أن القات قد أدخل إلى هرر للمرة الأولى .

ويقول الدكتور عبدالعزيز المقالح عن موضوع اكتشاف شجرة القات : كان الشائع في بعض الكتابات الرائجة أن استخدامه ابتدأ مع ظهور التبغ في القرن التاسع الهجري ( القرن الخامس عشر الميلادي ) وثبت أن هذا غير صحيح ، فقد تم العثور على وثيقة ذات أهمية قصوى في الموضوع ، وهي رسالة من العالم الصوفي الجليل أحمد بن علوان إلى أحد ملوك بني رسول في أوائل القرن السابع الهجري يطالب فيها أن تقوم الدولة باستخدام القوة لمنع القات واقتلاع شجرته فقد أفسد إيمان المسلمين وشغلهم تعاطيه عن أداء الفرائض الدينية بخاصة صلاة المغرب حيث يأتي والناس مقيلون يمضغون القات دون أن ينتبهوا لأداء الفريضة )) القات ص 27

ويقول البردوني الأديب اليمني المعروف أن هناك من يرى أن أول من استعمله الصوفيون ، كوسيلة من وسائل التواجد ، وقد حكي عن ابن علوان وهو من شعراء القرن السابع الهجري اعتبره بديلا عن الخمر الذي تاب عنه ، كما حكي أن البرعي وهو من شعراء القرن التاسع كان يستعمل القات ، ويقال أن الإسماعيليين في نجران هم أول من استعمله وأول من اتخذ منه أحب الهدايا ، وعلى كل فليس هناك تحديد مضبوط لفترة أول استعمال للقات إلا أنه بدأ يشيع من أوائل القرن الثاني عشر الهجري . القات 44

قلت : ويظهر التعارض بين الروايتين السابقتين في أمر ابن علوان ، والراجح عندي أنه لا يمكن أن يعتمد عليه كعامل فصل في أمر بداية استعمال القات إلا إذا تم تحديده زمنه بدقة ، ثم أن معاصريه ومن جاءوا بعده لم يتطرقوا للقات إذ لو كان ظاهرة معروفة لم يصمتوا حيالها .

وذكر الأستاذ زيد حجر : أن كثيرا من المؤرخين الذين كتبوا عن القات يرجعون موطنه الأصلي هو الحبشة ، ويعود فضل اكتشافه إلى الأسطورة القائلة : في أحد الأيام لاحظ أحد رعاة الماعز أن أحدها يزداد نشاطها دون سبب ظاهر وأنها تأخذ في القفز والجري بصورة غير طبيعية وأخذ يدرس هذه الظاهرة فاكتشف أن العنـزة يبدو عليها النشاط بعد تناولها وجبة من أوراق هذا النبات ، وقد جرب الراعي أوراقه فوجد أن يصبح منطلقا بعد تناوله ، وسارع بالرجوع إلى بلدته ، وكان أول من لقيه أحد الشعراء فشاركه اكتشافه ومضى الشاعر إلى التلال فأيقن من صدق رواية الراعي بعد أن جرب أوراق النبات بنفسه . وأما حادثة تاريخ دخول القات إلى اليمن فأغلب الظن أنه دخل مع حملة الحبشة على اليمن سنة 525 م ، وتروي قصة أخرى لطيفة عن اكتشاف القات ودخوله إلى اليمن ، تقول القصة أن الذي أدخل القات إلى اليمن متصوف حضرمي يدعى إبراهيم بو زربين سافر إلى بلاد الحبشة وفي يوم من الأيام في أثناء تجوله رأى قطيعا من الماعز مستسلما لنوم عميق وفي فم كل عنزة بقايا ورق أخضر انتزعته من أشجار مجاورة وجرب الشيخ إبراهيم هذا النبات فكان هو القات فاستعذبه وقرر نقله إلى بلاده ، لكن الكاتب يرى أنه إذا وضعنا تلك الحادثتين تحت مجهر الفحص التاريخي لم يجد لهما أثرا في المصادر الأصلية والنقوش أو غير ذلك .

قلت : وترجيح المؤلف أن دخول القات إلى اليمن مع الحملة الحبشية فيه نظر ولا يصح .

ويلا حظ الأستاذ حجر ملاحظة بالغة الأهمية في عرضه لرأيين متعارضين عن دور السلطة خلال حكم الأئمة الزيديين في انتشار القات يقول يرى الفريق الأول من الذين عاصروا حكم الإمام يحيى وأحمد أن القات أفيون الشعب اليمني وأنه كان يشجع من قبل السلطة الحاكمة في البلاد منذ زمن طويل ولأنه يقلل من إحداث الشغب والمنازعات التي تؤدي في النهاية إلى قلق السلطة ولأن الفراغ الكبير سيؤدي في النهاية إلى تزايد الغضب واشتداد المطالبة بتغيير الواقع المعاشي ، وكان الإمام أحمد يطارد الذين يحاربون القات بل إن هذا الفريق من الناس يرى أن القات يسيطر على التفكير للفرد في كيفية الحصول عليه وقضاء الوقت الثمين الذي هو في حاجة ماسة له لرفع مستواه الاقتصادي )

قلت : وعندي أن هذا الرأي صحيح ، وأن السلطة المتخلفة التي كانت تحكم اليمن وتقف عقبة في وجه تطوره كان لها دور بارز في تثبيت القات وتحويله عادة شعبية ، حتى أن الثورة التي قامت عليها إنما كانت بسبب تأثيرات العسكريين اليمنيين الذين تلقوا تعليمهم في الخارج .

ويضيف شوبن : أن استعمال القات كان من قبل فئة معينة من الناس يدل على ذلك ما ذكره قانون مدينة صنعاء - قانون أصدره الإمام يحيى المتوكل ( 1054-1087 هـ) عن أسعار البضائع والمرتبات - فقد ذكر أسعار وأوزان كثير من الحاجيات ومنها القات ، حيث حدد أن الربطة القات زنة عشرة واق ، ثمنها عشر بقش أي ثُمن ريال ، وإذا قارنا بين سعر الربطة القات ودخل الفرد العادي اليومي أمكن أن نقول بأن القات كان حكرا على فئة معينة من الناس من ذوي الدخل المادي الكبير ، إلا أنه في تاريخ لاحق انخفض سعر الربطة القات ، حيث أصبحت الربطتان بعشر بقش ، - أي نصف السعر السابق - وهذا يعود إلى أن الإمام أمر بزيادة الأراضي المزروعة بالقات مما أدى إلى انخفاض سعره . ص 217

ويذكر شوبن : أنه ما أن دخلت سنة 1873 م حتى كان تخزين القات عادة شعبية في اليمن كله ، ومن عام 1915 م أصبح الشعب كله ، ما عدا أفقر الطبقات مدمنا على القات . وفي عام 1912 م كتب فؤاد باي حول ذلك قائلا : حتى أفقر الناس في اليمن يقبلون على تخزين القات . واليوم يقبل اليمنيون على تخزين القات بنسبة تصل إلى 90 - 95% تقريبا ) القات ص 218

قلت : وقد اتفق أغلب الكتاب تقريبا على العلاقة الوثيقة بين استعمال القات والمتصوفة فقد ذكر شوبن أن أول من عرف القات من أهل اليمن وتأثر به ، هم رجال الصوفية والعلماء والأتقياء ، إذ أنهم نظروا إلى القات كوسيلة لفهم الكون وخالقه . قلت وهذه من خزعبلاتهم ، وحبهم للبدع المستحدثة وقد رأينا ما جاء عن الشاذلي وتلميذه الذبحاني في كتاب عمدة الصفوة . وجاء في بحث كريكوريان أن أستاذا من الحنفيين قابل ذات يوم متصوفا طوافا من اليمن حثه بقوة على استعمال القات ، حيث أن أوراقه ذات بركة سماوية ، وبالتبعية تبارك بلا حدود من يستعملها. ومن ذلك شعر العجيل الصوفي في قصيدة يمدح فيها القات يقول :

لأندية الخلانِ صاحٍ تجملِ - بوجدان قات زانها وتهللِ

لكن رغم موقف الصوفية إلا أن كبار علماء اليمن وأدبائها امتنعوا عن تعاطي القات مثل الحسن بن جلال ت 1084 وصالح بن مهدي المقبلي ت1108 هـ ومحمد بن إسماعيل الأمير ت1182 ومحمد بن علي الشوكاني ت1250 .

ختاما نرجو أن نكون قدمنا صورة واضحة عن كل ما قيل عن البدايات الأولى لهذه النبتة الخبيثة ، وكيفية دخولها للجزيرة العربية ، وهذا ما توفر لنا من المصادر والمراجع نسأل الله جل وعلا أن ينفع بها .



أماكن الإنتشار
تاريخ شجرة القات WH_49
اليمن والصومال وجيبوتي وإريتريا وإثيوبيا وكينيا وتنزانيا وأوغندا وجنوب إفريقيا
تزرع شجرة القات على المرتفعات الجبلية البالغ ارتفاعها حوالي 800 م من سطح البحر، ويصل طول الشجرة أحياناً إلى ستة أقدام، وتعتبر من النباتات المعمرة دائمة الخضرة، وذات قدرة كبيرة على تحمل تقلبات الطقس

سيارة محملة بالقات بجمهورية الصومال

تاريخ شجرة القات 1_47275_1_11
لماذا يحارب القات في كثير من دول العالم ؟؟
تاريخ شجرة القات L3
كمية من القات المهرب ضبط بالسعودية


وقد نشرت صحيفة الرايه القطريه الأسبوعيه في عددها ( 8596) تقريراً لباحثه يمنيه شمل ( عدن وتعز ) يقول أن غالبية من يمارسن الرذيله يمارسنها من أجل الأنفاق على أشقائهن الذكور وشراء القات لهم وبطاقات الجوال .. فأي هاويه نسير إليها ؟! .
تاريخ شجرة القات 089058
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تاريخ شجرة القات
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أروع ما قيل في القات‏
» كيف تقلع عن التخزين - حكم القات
» هل تريد الاقلاع عن القات
» أضرار تعاطي القات الصحية
» اسم الله في شجرة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
قرية مائلة - دبع الداخل  :: المنتديات الثفافية :: ملتقى النقاش والمواضيع الهادفة-
انتقل الى: