ماضي جدتي ...مشاركةمن المشير

ماضي جدتي

بقلم نجلاء عبدالواحدالقصيص

قالت جدتي : دبع الأمس حكاية ..

قلت وسيل الشوق يدفعني : أي حكاية ؟ !

تبسمت جدتي وطارت مع ذكرياتها وفي فمها آنين
مكتوم وحنين إلى الماضي في آن واحد..

تنهدت
عن ابتسامة مملوءة حسرات
وآهات على أمس بات يسكن حجرات
عقلها ..

كان سر حنينها محبوس بين أضلعها ،

لا أعرف كيف ظهر فجأة ، ودق رموش عينيها
ليخرج دون استئذان ، ممتزجا مع قطرات
دموعها ..

اجتاحني شعور غريب .. أصابني خرف مؤقت ..

كيف لم أعرف من قبل بسر جدتي الذي كنت
أضنه قد مات وحيدا في دهاليز أيامها الزاهية ،،

فخيل لي أن جدتي تقرأ كتاب الماضي غيب،

تقرأه سطر سطر ..

الزمان لم يمحو ذكريات جدتي بعد ..

دبع الأمس كانت عروس ، كان كل صيف يأتيها
خاطب ويدق بابها ..

نظرت وجه جدتي ..

حتى جدتي بالأمس كانت كدبع ،

تجاعيد
التطور احتلت وجه دبع،

وتجاعيد كبر السن احتلت وجه جدتي ،

الزمان عبث بهما !!..

وتستمر جدتي بقراءة فصول الماضي

قائلة : " دبع كانت تفتح ذراعيها وتحتضن خاطبها ، من النظرة الأولى تقبل به ..

الجميع كان يستعد لهذا الزفاف فهو يولد كل سنة مرة ..

سرعان ما
تلبس دبع فستانها الأخضر " ..

جدتي
ودبع عاشتا معا ولذا فمن المستحيل أن تمحى الذكريات من مخيلة جدتي ..

كل سنة كانت تشهد موسم الفرح هي وقريناتها
ليراقصن خضرتها دون ملل أو كلل ..

يا إلهي من قتل فرحة دبع وجدتي ؟!!!!!!!!!!!

قلت في نفسي :

الزمان
..

ولكن جدتي ترى عكس هذا .. ترى أن الاستعمار
الذي بدأ يزحف تدريجيا على دبع هو القاتل !!..

في المدرسة كان يحدثنا أستاذ التاريخ عن
استعمار الشعوب ..

بقى
في ذهني شيء عن الاستعمار ذلك الذي
يكنس حضارتنا ولغتنا ،

ولكن الإستعمار الذي عنته جدتي مختلف مع وجود بعض الشبه ..

إقتلع الماضي من دبع .. لكنه لم يقتلع ماضي جدتي أبدا ..

إذا فهو ضعيف أمام جدتي ..

ولكن عندما تنام عيني جدتي ومعها الماضي.. سيبقى هو ، وسيرفع أعلامه في
باقي العيون،

وهم
يهتفون له : "يحيا القات ويعيش في أرض دبع "..

اشكرك نجلاء
علي الكلام الرااائع
إحساس جميل جدا

» قرى دبع الداخل>> مائلة - الطي - عوزة - المشير >> ^_*
» (( جدتي ))
» من مهالج جدتي
» طقوس المطر بجوار جدتي