قصه قصيره من الريف ( طفوله )

أشرقت البسمة على ثغري عندما اخبرني والدي أننا سنزور غداً بيت جدي في القرية ,غمرني الفرح ,أخذني الحنين إلى الخضرة والأزاهير والهواء العليل والسفوح الخضراء وإلى جدي الطيب وجدتي الحنون .

وفي الصباح الباكر كنت جاهزاً للإنطلاق, ابتسم والدي وقال: أراك مستعجلاً يا علاء!‏

لو كان الأمر غير السفر إلى القرية لاحتجت إلى وقت طويل كي أوقظك , ألهذه الدرجة تحب القرية وبيت جدك يا بني? قلت: نعم يا أبي, إني أرى في تلك القرية الطبيعة الجميلة, وأشعر أن حنان جدي وجدتي يفيضان عليَّ وأحس بالدفء يغمرني وأنا في أحضانهما , قال: هيا إذن ... وانطلقنا على بركة الله, شعرت أن الطريق طويل لأني كنت أتمنى الوصول إلى القرية بسرعة وقبل وصولنا إلى بيت جدي أفلت يدي من يد أبي وركضت وأنا أكاد أطير من الفرح, فوجدت جدي يعمل في الأرض وعندما شاهدني ترك كل شيء وفتح ذراعيه فرحاً ومرحباً بقدومنا ,قبلت يد جدي , فضمني وقبلني بحب كبير وجلسنا جميعاً على العشب الأخضر وحولنا خرفان صغيرة تتقافز مسرورة بنا, ودجاجات مع صيصانها تحوم حولنا وتبحث عن طعامها .‏

ضمتني جدتي بحب وحنان كبيرين وسألتني عن أحوالي وعن دراستي وقالت: إني مشتاقة لكم جميعاً ثم قدمت لنا الطعام الريفي اللذيذ فأكلت بشهية كبيرة , هناك كل شيء طبيعي , الحليب نأتي به من البقرة مباشرة والبيض من تحت الدجاجة طازجاً, وكذلك الخضروات والفواكه ثم رافقت جدي إلى البستان وشاهدت الأشجار المثمرة وهي تحمل ثمار الزيتون والتين والرمان وقطف لنا جدي عناقيد العنب الرائعة المنظر واللذيذة الطعم .‏

وعند مجرى الماء جلسنا نمتع عيوننا بهذه المناظرة الساحرة وفي السماء سهرنا في باحة الدار وتكومت في حضن جدي الذي بدأ يقص علينا قصصاً جميلة ومغامرات وحوادث جرت معه في الماضي, وكانت عيناي تنظران إلى السماء الصافية فأشاهد القمر بدراً والنجوم المتلألئة تزين السماء, ثم غفوت على ذراع جدي الدافئ .‏

وعند الفجر استيقظت ونهضت بهدوء , لكن جدي أحاطني بذراعيه وقال: تابع نومك يا ولدي فالوقت لا يزال مبكراً, قلت: إني اسمع ثغاء الخراف وخوار البقر وزقزقات العصافير وصياح الديكة يعلنون طلوع الفجر, وأريد أن أشاهد الصباح الجميل في القرية فنهض معي وأمسك يدي وخرجنا ? قلت : ما أجمل القرية يا جدي , مروج خضراء , ورود متنوعة وفراشات ملونة وثمار يانعة وهواء لطيف .‏

وعندما حانت ساعة الوداع تمنيت أن أبقى في هذه الرياض الجميلة, ورجوت والدي كي تطول زيارتنا لكن جدي طلب مني سماع كلمة والدي فسمعتها , ثم أخذ وعداً من والدي أن تكون زيارتنا طويلة في المرة القادمة .‏

يا لطيبة جدي وجدتي , لقد تعبا وهما يجهزان لنا البيض واللبن والفواكه والعدس والحمص وبعض منتجات القرية اللذيذة كي نأخذها معنا إلى المدينة .‏

وعدنا, وكنت أحمل معي رائحة التراب وعبق الحبق والياسمين والنعناع وأجمل الذكريات .‏

للكاتب /محمد علي ديب حلب]

» قصه قصيره حزينه
» قصه قصيره ( المغفله )
» قصة قصيره ( هاله من الصين )
» (قصه قصيره )حتى لا تتمزق الاحلام
» قصه قصيره ( اللهم ارزقني من فضلك )