في ذات الوقت الذي يشهد فيه العالم العربي أحداثا مثيرة وتجاذبات سياسية بين شعوب تريد صياغة تاريخ أفضل بسعيها للتغير وحكام يتمسكون بعهود الظلام التي كانت عنوان حكمهم، كانت عقارب الساعة في قريتنا مائلة تكتب في فصلا جديدا في تاريخ قريتنا ومستقبلها المشرق بإذن الله .
فمن أجل مائلة وقف أبناؤها الأوفياء صفا واحدا ويدا واحدة ً في سبيل إنجاز مشروع مياه مائلة الحكومي والذي بوجوده سيشكل دعما مهما للمشروع السابق لتنعم قريتنا بنعمة عظيمة عرف قدرها أغلب أبناء القرية الذين عاشوا ماضيها الشحيح المؤلم ..
اتفق الجميع على أن المصلحة مصلحة الجميع ويجب أن تتكاتف الأيادي لإنجاز ذلك الحلم الجميل بروح التعاون من كل الأوفياء ..تسابق الشرفاء جميعا وتفانوا كل في موقعه ذاك يتابع وهذا يشرف وآخر يبني ورابع يخدم وهناك من يحفز ويشجع الكبار تواجدوا والشباب عملوا والأطفال شاهدوا وفرحوا والنساء قمن بالواجب ..
أما المثبطون و"المبقبقون "والكسالى والأنانيون فلاداعي لتوجيه العتاب إليهم فالأيام كفيلة بأن تثبت لهم تهاونهم وهم يعلمون أن هناك سواهم أقوام يشقون الظلام فتنير لهم النجوم دروبهم .ويتعاونون على الخير فترفرف لهم القلوب حبا وتلهج لهم الألسن بالدعاء . يتطلعون للمجد فتحضنهم السماء بحنان ويبتسمون فيما بينهم فتوشك الأمطار أن تهطل خيرا عليهم لتباركهم .
من أجل مائلة خرجت نساء القرية بكل تفان ٍ ونشاط يحملن على رؤوسهن المياه لإنجاح هذا المشروع الحيوي قطعن مسافات طويلة من مختلف مناطق القرية ليجسدن التعاون المحمود الذي ربما غاب بعض الفترات فيما كانت حصوات الوادي تبارك خطتهن وتدون شهادتها لهن ، كان المشهد رائعا ومؤثرا في نفس الوقت وكأنهن في ذلك المشهد يرسمن لوحة عن ماضي الميا المتعب في القرية وهو ماضي غاب منذ فترة وبدأ يلفظ أنفاسه الأخيرة مع بناء مشروع الحاج الأسودي والذي أحيا همما وآمالا قبل أن يروي العطاشى وسيكون بإذن الله هذا المشروع الداعم هو رصاصة الرحمة على ذلك الماضي المؤلم لأهم متطلب في الحياة " أعني الماء ".
"ورغم عدم إكمال هذا المشروع إلى الآن إلا أنه قد شدني هذا التعاون والتكاتف "هكذا هو حب مائلة لدى أبنائها الشرفاء الذين بادلوها الوفاء وجسدوا صورة رائعة من صور التلاحم وحب الأرض مؤكدين مقولة أن الحب إذا أراد فإنه يذيب الصخر .
دام تعاونكم مفخرة لقريتكم ..