هكذا تعلمنا أن القيادة فن .. ذوق .. أخلاق فهل نطبقها في حياتنا اليومية ؟!
الواقع يقول غير ذلك إلا ما ندر فقد كثرت الحوادث المرورية التي حولت بلادنا بكثرة ضحايا الحوادث وكأننا نعيش حالة حرب وأسباب هذه الحوادث متعددة منها تهور السائقين وعدم الإهتمام بصيانة المركبات وكذا عدم الإلتزام بقواعد السير وتسليم السيارات لأطفال أو لعديمي خبرة في مجال القيادة أو لغير اللائقين ذهنيا وجسميا ً ونرى في شوارعنا العجب ،وقلة الأدب، وتبادل الضرب والسباب . فعلى سبيل المثال إذا غاب رجل المرور عن إشارة مرورية تتشابك السيارات في منظر فوضى ينبئ بعدم الوعي المروري لدى السائقين فتتكلم الهراوات والجنابي بديلا عن لغة الحوار حادثة أبكتني وأضحكتني سمعتها من أحد الإخوان فقال : تسابقت حافلتان لإركاب أحد المواطنين فصدمته إحداهن نتج عنه وفاته مثال آخر سائق دهس طفل وتركه يتخبط بدمائه وهرب فأخذ رقمه .
وآخر وهو ما جعلني أكتب موضوعي هذا ففي العاشرة والنصف مساءا وفي شارع القاهرة وبينما تحاول مجموعة مشاة عبور الطريق إذ بسيارة من نوع (فيتارة )سوداء اللون كانت تسير بسرعة فائقة تدهس أحد المشاة وبدلا من أن تقف لإسعافه إذا بها تهرب وحين حاول أحد الأشخاص إعتراضها حاول دهسه عامدا فانزاح من أمامه بأعجوبة والغريب في الأمر أنه كان بجانب السائق ثلاثة أخرين وما كنت آمله هو أن يحثوا السائق على الوقوف وإسعاف المصاب فحياته في خطر من جراء ما تعرض له وينزف ، ألسنا مسلمون ؟؟! ديننا يحثنا على أغاثة الملهوف ألسنا من قال فينا رسول الله كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ) أوكما قال . فأين الرحمة ؟ !وإلى أين الهروب فإن استطعت أن تهرب من الخلق فهل تستطيع أن تهرب من الخالق .
إن كل حادث له أسباب فقد تخونك كوابح السيارة فلا تستطيع التحكم بها وقد يكون عطلا بالمركبة وقد تكون ناتج عن الرؤية الليلية التي يصاب بها من تقدمت به السن وهناك حالة السرحان التي تصيب البعض كلها عوامل تؤدي الى حوادث ولكن تبقى أخلاقنا مقياس لتعاملنا .
إنني أطالب المحاكم الشرعية وإدارة المرور بمضاعفة العقوبة لكل من يرتكب حادثة ثم يهرب وسحب رخصة القيادة منه .
لقد أصبح كل من يريد قيادة سيارة عليه أن يتعلم الألفاظ البذيئة وكذا شراء هراوة ليضعها أسفل مقعد القيادة وأن يتحزم الجنبية .فتحية السائقين على الطرقات تبادل السباب .
آسف أحبائي فقد نقلت لكم صورة سوداوية هي حقيقية لشوارعنا ولكني أؤكد لكم أننا لسنا جميعا بهذا القدر من السوء ولا جميعنا معدوم الضمير والأخلاق ولكن لكل قاعدة شواذ فعمل الخير شيء طبيعي قد لا نكتب عنه ولكن العمل الشاذ هو من ينتقد .
أتمنى أن أكون قد وفقت في طرح الموضوع .
الإثنين يناير 26, 2009 4:33 am