ثـقـافـة الآنــا

ثقافة الآنا

(أنا, لديَّ, عندي, حقي, ذهبت, معي.my, mine,........)الخ
تلك هي بعض المفردات ثقافة الآنا عند كثير من الناس.

فمرض الانانيه وحب الذات وإعجاب المرء بنفسه ونظره إلى الآخرين بمنظار أخر من أسوء الأمراض التي تصيب الإنسان
وهي أمراض قديمه منذ القدم.

فقد ذكر الله عن الطاغية فرعون في القرآن أقواله:
"أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي"
وقال "ما علمت لكم من إله غيري"
وقال"أنا ربكم الأعلى".
وما سبق من آيات تروي لنا كيف كان فرعون أنانيا وجبارا ومتشدقا في الحديث لقومه.

والأنانية وحب الذات يجعل المرء دائم الكلام عن نفسه فدائما هو البطل وهو الفارس وهو......... وهو.......... وإذا كلمه أحد فمجرد كلمه مدح له مثل: "وأنت و أنت" يرتاح لها أيما راحة ويحب ذلك الشخص أيما حب وعلى النقيض تماما فكل من بين له عيبه أو خطئه فهو عدو لدود مهما كان صدق نصيحته.

.........وقد تنشا هذه الثقافة عن كبر فيظن أنه الوحيد في العالم الذي يجب أن يسمع قوله.
... وربما تنشا عن شعور بالنقص فيتفاخر بنفسه ليسد ذلك النقص.
.... وقد تنشا عن جهل وطيش أو لمجرد لفت نظر الآخرين وما إلى ذلك من أسباب عديدة.

لا أعني من الكتابة عن هذا الموضوع أن الشخص لايستخدم هذه الكلمات والمفردات في حياته .... كلا بل يستخدمها في مواضعها وفي أوقاتها فا لمر ء يجب عليه أن يتحدث عن نفسه وحاله كلما اقتضت الضرورة.

والنفس البشرية بطبيعتها ترتاح لمن يثني عليها ولكن موضوعي لمن كانت الآنا ديدنهم في كل وقت وحين..
..... في المجالس والنوادي
..... في العمل ووقت الراحة
...... أثناء الحديث مع الأصحاب ومع الأهل ومع الأولاد.
يقحم نفسه في أي موضوع ولو لم تكن له علاقة .
........يدخل بلا إذن
...........ويتكلم بلا فائدة
..........ويثرثر بلا ملل وكل هذا من أجل أن يقال عنه أن فاهم وعالم وفيلسوف ,...
.........يريد أن يكون على طريقة " فشفشي يعرف كل شي".

ومن سبق ذكر بعض أوصافهم فهم المعنيون ( وحتى لا يذهب البعض بعيدا فلست أعني شخص معين بل كل من وقع في هذا المرض كائنا من كان قد لأكون أنا وقد تكون أنت أخي القارئ) لأنهم يرفعون الضغط لدى من يجالسهم من العاقلين يجعلونهم يكرهون الحديث ويملون الجلسات ___ فكما يقال في المثل :"كثر الحكوك يسيل الدم " و "مادح نفسه كذاب" .....وما إلى ذلك من أمثله.

فيجب علينا إذا كنا نحب أنفسنا فعلا أن نعمل لها من أعمال دنيا وأخره ما ينفعها لا أن نجعل ألسنتنا تثرثر أناء الليل وأطراف النهار بلا عمل يذكر سوى الحديث والتفاخر بالأنانية الزائفة والإطلاق الوعود والتهديد وكأن العالم ملك أيدينا.

دمتم بخير............

موضوع جميل وحساس جدا ....وليس بجديد على شخص مثل الاستاذ / العابر سبيل ....

وهذا المرض قد يؤدي بصاحبه إلى أسوء المهالك إذا ما أراد أن يحقق ذاته فقط ... وما اراه .. أن هناك فرق بين من( يقول أنا) ومن (يشعر بالأنا) .. أما من يقول الأنا ولا يشعر بها فهذا إنسان سوي مصاب بحب العظمة والتعظيم والتبجيل وهو قد لا يضر الناس من حوله بقدر منفعته لهم بقصد الحمد والشكر له فقط لا غير لإشباع رغبة أو إكمال نقص في نفسه ( كما ذكرت يا عابر سبيل) ولا ينتظر شكرا من الله أو إرضاء لضميره الداخلي ... ولنا وقفة صغيرة مع الضمير (بعيد عن التفسير والتأويل) ... فهو كما عرفه احد الفلاسفة هو الإله الذي يسكن جوف الإنسان ... فكل عمل تعمله بعد موافقة ضميرك عليه يعد عملا طيبا ... لأن الضمير هو صوت الحق في كل شخص منا والمحث الأساسي على عمل الخير ... ولكن كثير من البشر يقتل ضميره وهو في مقتبل عمره (ضميره ميت ) ... ليعيش تحت رحمة الآن الضيقة والنرجسية المفرطة (أنا ومن بعدي الطوفان) ويصبح ذا نوازع شريرة للغير .. وهو الشخص الذي (يشعر بالأنا )... يحمل نفس تشرعن كل أعماله مادام وهي تخدمه فقط ... وهذا ما يسير إليه العالم المادي حاليا (الميكافليه) فلا تجتمع الأنا مع الضمير الحي في جوف (من يقول الأنا) (ومن يشعر بالأنا ) .. وأعوذ بالله من كلمة (أنا) والله من وراء القصد ...

جزيت خيراً على مواضيعك المفيده دائماً

وأعوذ بالله من كلمة أنا فأول من قال أنا هو إبليس

قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ

هو ببساطة شخص لا يعترف او كما يقولون بالعامية (بقول عن زيته أنه عكر)..
وكثر من هم من هذه النوعيه هم طبعا أصحاب نفوس ضعيفه هم من لا يستطيعون أن ينقدو أنفسهم..
فكيف يستطيعو انا يسمحوا لأحد بنقدهم ..
وهذا ما نعاني منه !!!
لأن من يقبل النقد اذا هو يقبل ان يطور نفسه او تطوير أفكاره..
الفكرة ليست هي فقط ثقافة الأنا وانما هي أيضا انغلاق على الذات ..

تقبل مروري