الزوجات....دموع وضحكات

أعزاء الكرام ...أستسمحكم في أن أطرق موضوع مهم يتحدث عن مشكلة من المشاكل الاجتماعية التي نعاني منها في مجتمعنا وتخص التعامل والعلاقة ولو من جانب بسيط بين بعض الأزواج ( وللعلم فقط فليس هدفي هو الإثُارة ولفت الانتباه بعناوين حساسة بقدر ما هو نظرة أسى لما هو حاصل ويحصل فطرقت هذا الموضوع عل الكلمة تؤثر فينا وتجد آذان صاغية ويحرك الله بها بعض القلوب لمراجعة ما لها وما عليها ).

.......بحكم طبيعتنا القروية وبعد العمل عن قريتنا وصعوبة العيش جنبا إلى جنب باستمرار مع الأهل عند الكثير من أبناء قريتنا فإن من المفروض أن نعوض كل ذلك البعد والحرمان بالوفاء والحب والصبر الممزوج بالعمل الجاد والنزيه لتوفير حياة كريمة ولكن للأسف ما هو حاصل عند الكثيرين منا إلا من رحمه الله يبعث على الحسرة وعض أصابع الندم على ما وصلنا إليه .

الواقع يقول أن زوجات من مختلف الأعمار منهن من هي في عمر الزهور ومنهن من بلغتي عمرا عتيا ومنهن دون ذلك الكثير منهن يصبرن على مر العيش الظروف القاسية ويتحملن كل المصائب حبا ووفاء لأزواجهن يخدمن بيوتهن ويرعيين أسرهن ويقمن بكل متطلباتهن ولا يهنأ لهن النوم بل يطول الليل عليهن كلما تذكرن أزواجهن الغائبين عنهن يمسين يناجين القمر ويرسمن بشعاعه الوضاء أحلاما طالما حلمن بها وعلى صفحات الظلام الكالحة يبنيين قصورا طالما انتظرنها ومشاريع كثيرة تنتظر فقط لتحقيقها قدوم فارس الأحلام من سفره وغربته لتعقد الاتفاقيات وتتم المناقصات وتبدأ مرحلة العمل بوتيرة عالية هكذا تبدو في مخيلتها هذه الأحلام.

تتحمل الزوجة المسكينة مرارة الفراق وتصطلي بلوعة الاشتياق شهورا وسنين والزوج لا يعرف إلا الجفاء فالبعض يبخل حتى بمجرد الاتصال والسؤال إلا عند الحالات الطارئة والآخرون لايرسلون حتى المصاريف الضرورية لشراء اللوازم الأساسية ورغم ذاك تظل تحكي لصديقاتها عن بطولات زوجها وشهامته و... ,.. وان كان لديها أبناء ففروسية وأخلاق وإخبار أبيهم هي الأنس التي طالما قصت عليهم أمهم حكاياته يوما بعد يوم لترسم في ذهنهم أن أباهم من طينة العظماء كالغافقي وابن نصير وصلاح الدين الأيوبي والحقيقة أن هذا مجرد أمنيات تتمناها ولكنه الحب يجعلها تسرد بلا هوادة كي تجعل زوجها في أعين الناس إنسان آخر.

تتوالى الأيام ويقترب موعد القدوم وتحين لحظات اللقاء وتتجهز الزوجة بكل ما تملك وما لا تملك أيضا ( ولو من باب السلف والدين ) من إعداد العدة لاستقبال الزوج الغالي ويصل الزوج فتشرق الدنيا في وجهها ويطيب اللقاء الأول بينهما وتكثر الأسئلة عن الأيام السابقة ثم لا تلبث كثيرا إلا وتبدأ الحقائق المرة والتجاهل الواضح للمشاعر ........
ترى أباء لا يراعون زوجاتهم ومشاعرهن ولا يسألون عن أبنائهم ولا يهتموا بتعليمهم والجلوس لمجرد الضحك معهم فالبعض لا يدري في أي فصل يدرس !! والأخر لايدري أين يذهب ولده ومتى يعود ومع من يصاحب !! والبنت كأنها أجنبية عنه !! ولا يعرفهم إلا على موائد الطعام فيا لقسوة القلوب حينما تتخلى عن مسؤولياتها فهو لم يسألهم عن أحوالهم وماذا يحتاجون والى ما يتطلعون وأعتقد أن الكثير منا لم يجلس ولو لمجرد جلسة في العمر في حلقة عائلية لقراءة القرآن أو لتعليم أبنائه الصلاة نسى أو تناسى قول الرب: " يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة" وغاب عنه حديث الحبيب محمد وما فيه من وعيد ...." ما من عبد استرعاه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة" أليس إهمال الزوجة والأولاد ومن تعول هو عين الغش بكل معانيه.

وما علم المسكين قوله تعالى " وقفوهم إنهم مسئولون" نعم والله مسئول عن تربية ابنا مسئول عن زوجة لها حقوق عظيمة مسئول عن توفير حياة كريمة وعفيفة لأسرته وما أكثر المسؤوليات التي ضيعها.

يسهر الليالي خارج أسوار منزله وبعيدا عن أبنائه الذين طالما حلموا بجلسة عائلية ونصائح أبوية وزوجة تتمنى كلمة رقيقة وابتسامه عذبة ولمسة دافئة وتضميد لجراح الماضي ومؤاساة على ضيق الحال (ولست هنا أطلب عدم الجلوس مع الأصدقاء مطلقا ولكن أقصد يجب ألا يكون معدل وجودنا في البيت مقارنة مع الجلوس خارج البيت يساوي صفرا فإن لأهلك عليك حق ) لكن لا أدري أي قلوب يحملها بعضنا للأسف فلا يعرف زوجته إلا عند طلباته وأكله وشربه وفي فراش نومه فقط وكأن الله شرع الزواج لهذا فقط والأصل كما أخبرنا الله هو تحقيق المودة والرحمة .

وتبقى الزوجة تنتابها مشاهد متقاطعة من الآلام والآمال فربما يتغير الزوج للأفضل ويصلح الحال وتتحقق المعجزات .

وتبقى ما بين دمعة وضحكة. سيول من الدموع وطيف أحلام من الابتسامات التي يملئها الحذر والخوف من القادم.

أما الضحكات فأغلبها لذكريات جميلة:
...... فتتبسم كلما جلست ترسم حياة أسرية جميلة وإن كانت تبنيها في الواقع في الخيال .
......... وتضحك من قلبها كلما تذكرت أن أمنية حياتها قد تحققت بالزواج والعفة والستر.
.......... وتسرى نشوة الابتسامة بين جنبيها وهي تتخيل كلمة "ماما " ولفظ "حبيتي الجميلة" وجلسة مصارحة من _ القلب إلى القلب _ واستعادة لذكريات الخطوبة ويوم الزفاف _ وما أدراك ما يوم الزفاف _ وما فيه من تهاني وتبريكات في يوم كانت فيه هي ...ملكة الكون ..في ذلك اليوم الذي كانت تحلم فيه أنها ستكون مثل ملكات هولندا وإنها ستتسلم مفاتيح مملكة أعظم من مملكة بريطانيا وستشيد إمبراطورية لم يشيد مثلها الفارسيون والقياصرة.

أما الدمعات فحدث ولا حرج دمعات وما أقساها من دمعات <<:
...... دمعة على التسييب والإهمال من قبل الزوج .
..... وأخرى على انقضاء السفرة تلو السفرة ولا جلسة ودية أو زيارة عائلية لمناقشة الاحتياجات الأسرية.
.......ودمعة على عدم سماع ولو كلمة مما تحلم به من كلمات الحب والغزل والعطف والحنان.
........ ودموع على أحلام ضائعة وآمال مرسومة لم تناقش بعد.
........ ودمعة تسقط على خدها وهي في الليل وحيدة الفراش والزوج حتى مطلع الفجر وهو يسامر رفقائه دون أدنى حياء منه ومراعاة لشعورها.
........ ودمعه ليست الأخيرة على الانتظار الذي طال والفراق الذي أشعل فيها النار وبعد كل هذا تقرأ عبارة في خيالها تقطع قلبها مكتوب فيها " ليته لم يعد" .

إذا كان هناك من شخص بهذه المواصفات فلماذا يتزوج اصلا

الموضوع جميل والله يصبرهن علي كل ما تيلقنه من عذاب ومشقه

ويزيد الرجال حبا الي زوجاتهم وعرفنا بما تقدمن لهن من محبه

موضوع جميل يا هادي وحساس وشائك ويحتاج الى وقت للمناقشة ولمعرفة الاسباب التي تؤدي ببعض ابناء قريتنا الى التصرف مثل هذة التصرفات منها اسباب اجتماعية ووبعضها اسباب اخلاقية

شكراً اخ هادي على هذه المشاعر الطيبه،والتي تنقذ بها من استهوته الحياه وناااااااااااااااااااام...

عساه يستيقض مبكراً من غفوته .

( موضوع رائع وهادف ومفيد )

فأنت إسم علىَ مُسمى

» دموع أدمــــاهــــــا القـــــــــــــــــدر
» دموع يكتبها القدر